
بقلم: طارق فتحي السعدني
في زحمة الأسئلة اليومية التي تطرحها الحياة في مصر، يغيب سؤال جوهري وربما الأهم على الإطلاق:
هل سيتغير حال هذا البلد؟
سؤال بسيط في ظاهره، عميق و في دلالاته يتوارى خلفه تاريخ ممتد وواقع معقد ومستقبل ما زال قيد الانتظار.
منذ سنوات، تتوالى المبادرات، وتعلن خطط التنمية، وتعقد المؤتمرات، لكن المواطن البسيط لا يزال يتساءل:
هل هناك فارق حقيقي يمكن الشعور به؟
هل التغيير الذي يروج له يلامس تفاصيل حياته، أم أنه يظل حبيس الأوراق والخُطب؟
الرهان على التغيير ليس جديدًا، لكن المختلف اليوم هو أن حجم التحديات لم يعد يسمح بالحلول المؤقتة أو التجميلية
فعلى سبيل المثال الاقتصاد في حاجة إلى تنفس و التعليم يحتاج إلى ثورة فكرية، وايضا الخدمات الصحية تنذر بالخطر و يفيض الشارع المصري بأسئلة بلا إجابات.
ومع كل ذلك يبقى العامل البشري هو الأهم.
كيف يمكن إحداث تحول حقيقي دون بناء وعي مجتمعي جديد و دون إشراك الشباب في قلب المعادلة؟
دون الاعتراف بأن التغيير لا يفرض من أعلى، بل يصنع من القاعدة من الناس أنفسهم من الشارع والمدرسة والمنزل والمقهى.
ليست الحكومات وحدها من تحمل مسؤولية التغيير، بل المجتمع بأسره.
فهل نحن كمصريين مستعدون للخروج من دائرة التذمر والدوران في فلك الأمل المؤجل؟
هل لدينا الجرأة على نقد الذات قبل نقد الآخر؟
وهل لدينا رؤية بناء لمصر مختلفة: عادلة، منتجة، حرة الفكر؟
ربما لا أحد يملك إجابة قاطعة، وربما تظل مصر كما هي عبر تاريخها تحبس التغيير في اللحظة الأخيرة و تفاجئ الجميع حين تقرر الانطلاق.
لكن الأكيد أن هذه التساؤلات لم تعد مجرد رفاهية فكرية.
بل أصبحت ضرورة وجودية.