
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني على اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، مساء اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ غدا الأربعاء.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في فلسطين على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
تسلسل زمني
وفيما يلي أبزر الأحداث التي وقعت بين إسرائيل وحزب الله اللبناني منذ الثامن من أكتوبر 2023، نقلا عن «رويترز».
عام 2023: في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية دعما لحركة حماس بعد يوم من هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل.
نفذت إسرائيل غارات جوية على مناطق حدودية في جنوب لبنان وهاجمت مواقع في سهل البقاع، بينما شن حزب الله هجمات على شمال إسرائيل.
وفرّ عشرات الآلاف من منازلهم على جانبي الحدود في الأسابيع التالية. وأشار الجانبان إلى أنهما لا يريدان التصعيد ويتبادلان أغلب إطلاق النار بالقرب من منطقة الحدود.
وفي أول ديسمبر كانون الأول، تبادلت القوات الإسرائيلية وقوات حزب الله إطلاق النار عبر الحدود ليستأنفا بذلك الأعمال القتالية التي توقفت خلال هدنة في غزة خلال الفترة من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى أول ديسمبر/ كانون الأول.
عام 2024: وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني، اغتيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في هجوم بطائرة مسيرة على بيروت ونُسب على نطاق واسع إلى إسرائيل.
وفي الثامن من يناير/ كانون الثاني، اغتالت إسرائيل القيادي الكبير في حزب الله وسام الطويل في غارة على جنوب لبنان. واستشهد أكثر من 130 مقاتلا من حزب الله في الأعمال القتالية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي التاسع من يناير/ كانون الثاني، هاجم حزب الله قاعدة للجيش الإسرائيلي بطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات انطلقت من لبنان، وقصف القاعدة لأول مرة في إطار ما أعلن أنه جزء من رده على الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان.
حزب الله لا يريد توسيع نطاق الحرب
وقال نائب أمين عام حزب الله (آنذاك) نعيم قاسم، إن حزب الله لا يريد توسيع نطاق الحرب من لبنان لكن إذا وسعت إسرائيل نطاقها، فالرد بأقصى درجة مطلوبة لردع إسرائيل سيكون حتميا.
وفي الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني، عبّر المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين من بيروت عن أمله في أن تتمكن الدبلوماسية من تهدئة التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
واستشهد 12 شابا، في السابع من يوليو/ تموز، كانوا يلعبون كرة القدم بقرية درزية في هجوم على هضبة الجولان المحتلة، واتهمت إسرائيل حزب الله بشن الهجوم، لكن الحزب قال إنه شن غارات على أهداف عسكرية في مناطق قريبة لكن نفى قتل الشبان.
وفي الثلاثنين من يوليو/ تموز، شنت إسرائيل غارة قرب بيروت، استشهد فيها القائد الكبير فؤاد شكر الذي ساعد حزب الله على النمو خلال الحرب الأهلية ليصل إلى قوة كبرى في الشرق الأوسط.
وفي الخامس والعشرين من أغسطس/ آب، أطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في واحدة من أكبر المواجهات خلال أكثر من عشرة أشهر من الحرب عبر الحدود ردا على اغتيال شكر.
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي (آنذاك) يوآف جالانت، في السادس عشر من سبتمبر/ أيلول، نظيره الأميركي لويد أوستن بأن فرص الحل الدبلوماسي تتضاءل.
انفجار أجهزة بيجر
وفي اليوم التالي 17 سبتمبر/ أيلول، استشهد تسعة أشخاص على الأقل وأصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين في انفجار أجهزة اتصال لاسلكي (بيجر) يستخدمها أعضاء بحزب الله. ومصادر لبنانية تقول إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل أجهزة البيجر التي طلبها حزب الله قبل أشهر.
وفي الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من 550 شخصا استشهدوا في يوم واحد عندما كثفت إسرائيل بشكل كبير غاراتها الجوية على لبنان.
وفي السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول، اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي قاد الحزب خلال عقود من الصراع مع إسرائيل، في غارة جوية على بيروت.
وأول أكتوبر/ تشرين الأول، قال الجيش الإسرائيلي إن «غارات برية محدودة ودقيقة» تستهدف حزب الله في قرى جنوب لبنان القريبة من الحدود.
واغتالت إسرائيل في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، المسؤول البارز في حزب الله هاشم صفي الدين، الذي كان مفترضًا أن يخلف نصر الله في غارة جوية.
وفي الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللبنانيين على طرد حزب الله أو مواجهة «الدمار والمعاناة كما يحدث في غزة».
وشهد شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني غارات جوية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت الخاضعة لسيطرة حزب الله، بالإضافة إلى مناطق في جنوب لبنان وشرقه. وحزب الله يواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
قصف وسط بيروت
وفي الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 29 شخصا استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على وسط بيروت، وذلك في أعنف ضربة على وسط العاصمة منذ بدأت إسرائيل تصعيد هجومها على حزب الله في سبتمبر/ أيلول، كما استشهد 13 آخرين في هجمات على قرى شمال شرقي العاصمة في قضاء بعلبك.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، في الخامس والعشرين نوفمبر/ تشرين الثاني، إنه لم تعد هناك «عقبات جدية» أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة لمدة 60 يوما لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ما لا يقل عن 3768 استشهدوا وأصيب 15699 آخرون في الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول 2023.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن هجمات حزب الله أدت إلى مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان، كما قُتل ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وفي معارك في جنوب لبنان.
وقف إطلاق النار
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر «الكابينت» وافق على مسار لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع الكابينت، أن إسرائيل حصلت على ضمانات أميركية لحرية العمل في لبنان حال ظهور تهديد من حزب الله، مهددا بالرد بقسوة وبقوة في كل مرة يخرق فيها حزب الله اتفاق التهدئة.
وعدد نتنياهو الأسباب والدوافع وراء موافقة الكابينت على اتفاق التهدئة، وقال: «نذهب إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان للتركيز على التهديد الإيراني وتجديد القوات وتجديد الاحتياط، بالإضافة إلى لفصل الجبهات وإخراج حزب الله من الصورة».