عربي وعالمي

تصعيد غير مسبوق السعودية تستهدف شحنات أسلحة مرتبطة بالإمارات وتحذر من المساس بأمن المنطقة

كتب/ أيمن بحر 

 

 

 

شنت المملكة العربية السعودية في 30 ديسمبر 2025 غارات جوية على ميناء المكلا فى اليمن استهدفت شحنة أسلحة ومعدات قتالية قالت الرياض إنها مرتبطة بدعم إماراتى مباشر لقوات المجلس الانتقالى الجنوبي فى اليمن فى خطوة اعتبرت أول تصعيد عسكري سعودي معلن يرتبط بشكل مباشر بالإمارات فى تطور لافت يشير إلى تحول خطير فى طبيعة العلاقات الإقليمية

وأوضحت مصادر مطلعة أن الضربات استهدفت أسلحة كانت فى طريقها إلى قوات انفصالية مدعومة من أبوظبى عبر ميناء المكلا مع ترجيحات بأن الشحنات خرجت من ميناء الفجيرة الإماراتي وهو ما اعتبرته السعودية تهديدا مباشرا لأمنها ولمعادلة الاستقرار فى اليمن والمنطقة

وفي بيان رسمى شددت الرياض على أن أى دعم عسكرى لقوى انفصالية خارج إطار الشرعية اليمنية يمثل خطرا كبيرا على الأمن الإقليمى مؤكدة أنها لن تتردد فى اتخاذ إجراءات حاسمة إذا استمرت هذه السياسات

وعلى الصعيد اليمنى أبدى المجلس الرئاسى اليمنى برئاسة رشاد العليمى دعما واضحا للتحرك السعودى مطالبا بانسحاب القوات الإماراتية من اليمن خلال مهلة زمنية محددة مع إعلان حالة الطوارئ فى عدد من المناطق فى رسالة تعكس جدية الموقف وتصاعد حدة الخلاف

ويعد هذا التطور الأقوى فى مسار التوتر بين السعودية والإمارات منذ سنوات حيث ينقل الخلاف من مستوى التباينات السياسية غير المعلنة إلى مرحلة المواجهة العملية على الأرض على خلفية صراع النفوذ داخل اليمن

ويعود جانب كبير من هذا التصعيد إلى تعثر تنفيذ اتفاق الرياض الموقع عام 2019 والذى كان يهدف إلى توحيد الصف بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالى الجنوبى إلا أن تنامي نفوذ القوى المدعومة إماراتيا فى مناطق استراتيجية مثل حضرموت والمهرة فاقم الخلافات مع الرياض ودفعها إلى مواقف أكثر تشددا

كما يأتى هذا التوتر فى سياق تنافس أوسع بين الجانبين يمتد إلى ملفات إقليمية متعددة تشمل القرن الأفريقي والسودان والممرات البحرية وهو ما زاد من حساسية المشهد خلال الفترة الأخيرة

ورغم عدم صدور أى إعلان رسمي سعودى عن نية استهداف الإمارات مباشرة فإن الرسائل السياسية والعسكرية الصادرة من الرياض تعكس تحذيرا عمليا واضحا مفاده أن استمرار دعم قوى انفصالية فى اليمن قد يجر المنطقة إلى مراحل أكثر تعقيدا

ويحمل هذا التصعيد تداعيات محتملة على تماسك التحالفات الخليجية ومستقبل الصراع فى اليمن إضافة إلى تأثيرات استراتيجية تتعلق بالأمن البحري والاستثمارات وحركة النفوذ فى الإقليم

وتشير المعطيات الحالية إلى أن ما يجرى لا يمكن اعتباره مجرد خلاف عابر بل تطور نوعى قد يعيد رسم خريطة التوازنات الخليجية إذا ما استمر التصعيد خلال المرحلة المقبلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock