
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
دب القلق في أروقة حكومة نتنياهو على إثر التظاهرات الحاشدة التي اجتاحت إسرائيل، اليوم السبت، وسط ضغط متواصل لإبرام صفقة تبادل للمحتجزين مع حماس، ومخاوف من رد إيراني محتمل في العمق الإسرائيلي.
وأفاد الاعلام العبري بأن متظاهرين أغلقوا شارع أيالون وسط تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل للمحتجزين.
وقالت، إن المئات من المتظاهرين خاضوا في مسيرة بتل أبيب حتى اعترضتهم الشرطة ومنعتهم من العبور نحو الشمال، مما أدى إلى نشوب مواجهات مع القوات الأمنية.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن الإسرائيليين تظاهروا في مختلف أنحاء البلاد مساء السبت للمطالبة بإبرام اتفاق بين الحكومة وحماس للإفراج عن المحتجزين لديها في غزة.
ووفقا للصحيفة ألغيت مظاهرة مناهضة للحكومة تقام أسبوعيا في شارع كابلان في تل أبيب هذا الأسبوع وسط مخاوف من رد إيران على اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
وألقت الصحيفة الضوء على موقف عائلات المحتجزين التي ترى أن نتنياهو فضّل التصعيد عن الصفقة.
وفي قلب تظاهرة انطلقت في حيفا ضمت الآلاف للتنديد بحكومة نتنياهو بسبب فشل المفاوضات، قال وزير الجيش ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق بوجي يعلون، إن نتنياهو المسؤول الأول عن أخطر فشل أمني في تاريخ البلاد.
خلافات بين القادة
لم تكن حالة الغليان في إسرائيل مقتصرة على عائلات المحتجزين، والحشود الرافضة لسياسة نتنياهو في الشارع الإسرائيلي، إذ نشبت خلافات بين القادة حول الموقف من الصفقة.
وفشلت مفاوضات معبر رفح ومحور فيلادلفيا بالقاهرة على إثر خلافات الوفد الإسرائيلي مع نتنياهو حول البنود
في حين، تحدث مسؤول أمني للقناة 13 الإسرائيلية، معتبرا أن صفقة تبادل الآن من شأنها أن تمنع حربًا إقليمية.
وفي أول رد فعل على فشل جولة جديدة من المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، قالت عائلات المحتجزين في تصريحات إن نتنياهو عديم الرحمة بذويهم.
واتهمت عائلات المحتجزين رئيس الوزراء الإسرائيلي بالخضوع التام للوزيرين المتطرفين بتسئليل لسموتريتش وإيتمار بن غفير، ما يدفعه إلى إفساد «صفقة التبادل».
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن نتنياهو مستمر في تعطيل صفقة عودة المحتجزين لأسباب سياسية فحسب.
في المقابل، دافع وزير المالية بالحكومة، بتسلئيل سموتريتش، عن نتنياهو معتبرا أن الضغط يجب أن يكون على حماس وعلى بقية قيادته التي ما زالت على قيد الحياة.
وأضاف: «إذا كان هناك كبار في المنظومة الأمنية لا تعجبهم سياساتنا فإنهم مدعوون لترك مناصبهم».
وتابع: «بعد سنوات طويلة من الاحتواء والضعف الذي جاءت به القادة الأمنية جاء وقت الانتصار، لكن هذه المرة حتى النهاية».
مكالمة مشحونة
وأثارت مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن التي أبدى فيها غضبه من سياسة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الغضب في إسرائيل.
وعلى إثر ذلك، رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو يتوقع من الأميركيين ألا يتدخلوا بالسياسات الإسرائيلية.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، أن الولايات المتحدة الأميركية حثت إسرائيل على عدم التصعيد في الشرق الأوسط.
ونقل موقع واللا العبري عن مصادر قولها، إن الرئيس بايدن عبر خلال اتصال هاتفي عن غضبه من نتنياهو، بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بدلا من إبرام صفقة تبادل تنقذ حياة المحتجزين في قطاع غزة.
كما طالب بايدن نتنياهو بتجنب المزيد من تصعيد التوترات في المنطقة.
وذكر الموقع العبري أن بايدن ناقش مع نتنياهو الرد الإيراني المحتمل.
وألغيت الرحلات الجوية من مطار اللد إلى مطار إيلات بسبب تخصيصه لإعادة الإسرائيليين العالقين خارج البلاد.
ووفقا لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية فإن التقديرات تشير إلى أنه ستكون هناك محاولات لضرب أهداف عسكرية وسط إسرائيل.
في حين، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إيران وحزب الله يريدان شن هجوم متزامن على إسرائيل.
وتوعد مسؤولون إيرانيون إسرائيل برد انتقامي غير متوقع ردا على الاغتيالات التي استهدفت القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته طهران.
وحذرت البعثة الدائمة الإيرانية لدى الأمم المتحدة من أن رد حزب الله على اغتيال إسرائيل لأحد كبار قادته فؤاد شكر، في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء، قد يؤدي إلى قيام إيران بمهاجمة أهداف مدنية وعسكرية أوسع وأعمق داخل إسرائيل.
ونقلت شبكة سي بي إس الأميركية عن متحدث باسم البعثة قوله: «حتى الآن، التزم حزب الله، بحدود معينة في عملياتهما العسكرية.. نتوقع أن يختار حزب الله في رده أهدافا أوسع وأعمق، ولن يقتصر على الأهداف والوسائل العسكرية فقط».
وعندما سُئل عن توضيح مكان وجود هذه الأهداف، قال إنها ستكون داخل الأراضي الإسرائيلية.