
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قالت شبكة سي إن إن الأميركية إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن إيران سترد على الهجوم الذي شنته تل أبيب فجر أمس السبت على منشآت عسكرية ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران حسب ما ذكر الجيش الإسرائيلي.
وجاء القصف الإسرائيلي ردا على إطلاق إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ثأرا لاغتيال كل من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، واللذين اغتالتهما إسرائيل.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن التقديرات تشير إلى أن إيران قد تستهدف إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية بعد الضرر الذي لحق بقدراتها الصاروخية.
كما أشارت القناة 14 العبرية إلى تقديرات استخباراتية تؤكد رغبة إيران في الرد على هجوم إسرائيل الأخير.
الرد الإيراني
في المقابل، ذكر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران تلقت إشارات ورسائل حول احتمال وقوع عدوان إسرائيلي قبل ساعات من تنفيذه، «مما جعلنا متأكدين من الأمر»، بحسب قوله.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، قوله إن بلاده لا تسعى للحرب، لكنها سترد «على نحو مناسب» على أحدث هجوم إسرائيلي.
وقال حساب للمرشد الإيراني باللغة العبرية عبر منصة إكس، اليوم الأحد «الكيان الصهيوني ارتكب حماقة ووقع في حسابات خاطئة تجاه إيران.. سُنفِهمهم قوة الشعب الإيراني وقدراته وابتكاره وإرادته».
توسيع الحرب
في تلك الأثناء، خرج الوزير جدعون ساعر بتصريحات دعا فيها إلى توسيع الهجمات الإسرائيلية لتشمل توجيه ضربات على سوريا، زاعما أن «قطع ارتباط (الرئيس بشار) الأسد بالمحور الإيراني سيكون له نتائج إيجابية على المدى البعيد لأمن إسرائيل».
ووجه ساعر تحذيرا للرئيس السوري بشار الأسد، قائلا إن «عليه أن يفهم» أنه إذا استمرّت سوريا كممر لنقل الأسلحة من إيران لحزب الله فإن نظامه في خطر.
ومع احتدام الحرب في غزة ولبنان، تنذر المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران بالتحول إلى حرب إقليمية. لكن بعد يوم واحد من الغارات الجوية، لم ترد أي إشارة على أنها ستؤدي إلى جولة أخرى من التصعيد.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن قسم الأمن في رئاسة الوزراء طلب زيادة في ميزانية تأمين وحماية نتنياهو بعد هجوم المسيرة على منزله في قيساريا، خاصة مع تصاعد الصراع مع كل من إيران وحزب الله.
وكان محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله قد أعلن الأسبوع الماضي مسؤولية الحزب عن عملية استهداف منزل نتنياهو بقيساريا، متوعدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول «إن لم تصل إليك أيدينا في هذه المرة فإن بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان».
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف التصعيد الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط نتيجة الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
وقال وزير الخارجية البريطاني إن اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط سيكون كارثيا ولن يصب في مصلحة أحد، مضيفا أنه عقد محادثات مع نظيريه الإسرائيلي والإيراني، اليوم الأحد.
وأكد أن المملكة المتحدة تواصل الضغط من أجل خفض التصعيد وإنهاء الصراعين في لبنان وغزة.
خلاف إسرائيلي
وأشعل الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، في ما يبدو خلافا جديدا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، إن نتنياهو كان قد أبلغ شركائه «الحريديم» بأن إزاحة غالانت من منصبه ستتم بعد الضربة في إيران.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن غالانت أرسل رسالة إلى نتنياهو قبل ساعات من الهجوم الإسرائيلي على إيران، حذر فيها من أن الحرب تغير وجهها، والتهديدات ضد إسرائيل تتجدد، «لكن أهداف الحرب لم يتم تغييرها وتحديثها ولا نقاشات حول هذه القضية».
وأضاف وزير الجيش أن الوضع الراهن «دون بوصلة صحيحة ودون تحديث لأهداف الحرب»، ما يضر بسير المعارك.
وجاء رد من مكتب نتنياهو لاحقا قال فيه: «ثمة بوصلة واحدة وهي أهداف الحرب التي تم تحديدها».
وفي وقت سابق هذا الشهر، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مقربين لنتنياهو، قوله إنه إذا لم يغير غالانت موقفه تجاه قانون تجنيد المتشددين الحريديم ستتم إقالته، مضيفة أنه قال للمقربين إن تبديل غالانت خيار ما زال مطروحًا وقد يحدث خلال الأسابيع القريبة.
وكانت خلافات سابقة قد نشبت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الجيش، بعد محاولة سفر الأخير إلى واشنطن للقاء بايدن، وهو ما رفضه نتنياهو.
وطالب غالانت بتجنيد الحريديم في صفوف الجيش في الوقت الذي يعاني الاحتلال نقصا في الجنود في خضم الحرب على غزة والمواجهات مع حزب الله في الشمال.