فن وثقافة

تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في “تحت سابع أرض”

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

نقلة لافتة، ترف بالأداء، اهتمام بالتفاصيل، هكذا هو الفنان السوري تيم حسن يقدم شخوصه بحرفية عالية وينحتها بإبداع ويغنيها بالتفاصيل، ليخلق متعة بصرية لجهة شكل الشخصية وأدائها.

 

*بناء سردي متماسك 

بداية سريعة بإيقاع متواتر وجذاب وبناء درامي محكم للشخوص بخلفياتهم الاجتماعية، لربما طرقت الحكاية سابقا لكن أسلوب تناولها كان خاطفا وسريعا، وما فعله المؤلف عمر أبوسعدة لمسلسل “تحت سابع أرض” بتناوله لتكنيك الشخصيات المقدمة وللحكاية كان صادما بتفاصيله من جهة دخوله بعمق عوالم العصابات والجريمة مهتما بكل تفاصيل الحكاية الدرامية وبنيتها السردية، وطرق التزوير بعناية، من الورق إلى الحبر وحتى ألة الطباعة وغسيل الأموال وقدرته العجيبة في وضع عتبة عريضة ومبرر فني للمقدم موسى الناجي “تيم حسن ” الذي استطاع بذكاء فني تحويل الورق المكتوب إلى حركة وفعل، وينسج بيديه شخصية تقول وتنفذ، ويقدم أمثولة مجتمعية عائلية في الحفاظ على أسرته فهو الأخ الكبير القاسي والحنون في أن القوي والعاطفي في لحظات هو ذو سمعة طيبة صاحب مبادىء نظيف اليد “عايش على قدو”.

 

*كاركتر جديد

“موسى الناجي” إنسان عادي أخرج تيم حسن من صورة البطل الخارق، وبعصاه السحرية انتشله من قمقم البطل الأوحد لتصبح شخصيته أكثر قربا من الناس العاديين، وبعمله الجديد اتخذ تيم حسن كاركترا معينا من ناحية الشارب المعقوف إلى الأسفل وتسريحة الشعر الكلاسيكية إضافة إلى العناية بطريقة اللباس البسيط المتناسق الألوان. 

واللافت في العمل هو مفاتيح الحلقات التي تقدم لغزا يختصر كل حلقة، يحاكي العمل فترة الأزمة في سوريا، ويتناول قضايا الفساد والصراعات الاجتماعية في أحد أحياء دمشق الشعبية ومعاناة السوريين في ظروف معيشية صعبة جداً.

ويلعب البطولة إلى جانب تيم حسن كل من كاريس بشار، منى واصف، أنس طيارة، جوان خضر، رهام القصار، سارة بركة، مجد فضة، تيسير إدريس وغيرهم. وهو من إخراج سامر البرقاوي.

*فن المواجهة

وبالعودة إلى مشكلة موسى الناجي ومعاناته من إصابة بشظية في رأسه نتيجة كمين تعرض له خلال مداهمة خالف فيها الأوامر العسكرية لم تمنعه من الاستمرار في أداء واجبه، لكن يبدو أن المحيطين به لم تعجبهم العيشة على القد فشقيقه زين والذي يلعب دوره أنس طيارة تورط بشكل ما مع شقيقته رنا بتزوير العملة ومع زعيم عصابة يعد أحد أكبر الفاسدين في عالم الصرافة وتزوير الأموال منير العجان “تيسير إدريس” وهو الخصم العنيد والند للناجي. 

 

 

ويأخذنا فيها الفنان إدريس إلى عالم المافيا ويذكرنا بكلاسيكيته بفيلم “العراب” لمارلون براندو بحفاظه على الأشياء القديمة، فهو يركب سيارة عتيقة الطراز ويرتدي لباسا عاديا لا يبحث عن الفخامة في ملابسه ومكان إقامته وهو ثعلب الحدوتة والمعلم الذي يعرف كل خفايا التزوير ويعرف خصومه وزبائنه.

 وظهور موسى الناجي يؤرق مضجعه لذا يبدأ بابتزازه بأخويه وتتصاعد وتيرة الاحداث لتصل حد المواجهة بين الناجي والعجان وهنا تدخل بلقيس” كاريس بشار” صاحبة محل البالة بمكر الأنثى إلى الأجواء وتحاول استمالة الناجي بدلعها وغنجها وقوتها فهي امرأة تعرف ما تريد ورغم وجود بعض التقاطعات بينها وبين شخصية “سكر” لسلافة معمار في ولاد بديعة إلا أن بشار استطاعت بحرفية الأداء أن تخلق كاركترا لها سيكون له حضوره الكبير في الحلقات القادمة بانتظار المزيد من المفاجآت الدرامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock