مقالات وآراء

جرائم الكيان الإسرائيلي وصمود غزة وعودة القضية الفلسطينية إلى الصدارة

جريدة الصوت

بقلم -أسعد محمود الهفل 

بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية مغيّبةً عن الإعلام الدولي في العشرين سنة السابقة، وبعد أن فقدت الكثير من حضورها على الساحة الدولية والإقليمية لانشغال العالم بصراعات جديدة؛ سواء الحرب الروسية الأوكرانية أم التنافس الأمريكي الصيني، جاءت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وما تلاها من شنّ الكيان الإسرائيلي حربَ إبادة على غزة، ليعيدا القضية الفلسطينية إلى واجهة الحدث السياسي في الساحات الإقليمية والدولية كافةً، بل تقدمت على جميع الأحداث الجارية في العالم، فعادت تحتلّ شاشات التلفزيون والصحف ووسائل الإعلام العالمية، حيث لم يعد بمقدور أيّ وسيلة إعلامية، مهما كانت متحيّزة لهذا الكيان المجرم، تجاهل حقائق تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ، ومحاصرة المدنيين ومنع الطعام والدواء عنهم، إلى درجة أنّ الكاتب اليهودي “جدعون ليفي” كتب في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مقالة يقول فيها: “إن إسرائيل خسرت ما كانت تسوقه للعالم (إنسانيتها) بصورة تجعل استعادته أقرب إلى المستحيل”.

وخرجت المظاهرات المؤيدة لغزة في جميع دول العالم، وخاصة في دول الغرب حليف إسرائيل، بل لا نبالغ إذا قلنا إن تأييد بعض قادة الغرب الأعمى لجرائم هذا الكيان أدى الى سقوطهم في الانتخابات التي جرت أخيراً في أوروبا، وصدر لأول مرة في التاريخ قرار محكمة العدل الدولية، الذي يَعدّ إسرائيل دولة احتلال للضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، مما عرّى ذرائع الكيان الإسرائيلي أمام العالم بأنّ ما يقوم به من جرائم هو دفاع عن النفس؛ حيث إنّ دولة الاحتلال لا يحقّ لها ارتكاب هذه الجرائم بذريعة الدفاع عن النفس كونها سلطة احتلال، كما قامت بعض الدول خلال الفترة الأخيرة بالاعتراف بدولة فلسطين، وكلّ هذا تحقق بفضل صمود أهل غزة الأبية أمام أبشع الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي؛ الصمود الذي عَرَّى ما كان يسوقه الإعلام المغرض بأنّ الفلسطيني باع أرضه لليهود.

وقد أثبتت تضحيات أهل غزة وصمودهم للعالم تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه أكثر من أيّ وقت مضى، وكشفا زيف ادعاء الكيان الإسرائيلي بأنه الدولة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وأنه ينتمي إلى مبادئ الغرب في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

لقد أدارت غزة معركة الإعلام بكلّ حرفية ومهنية بنقل صور أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والتنكيل بالأسرى من قبل الكيان الإسرائيلي، مما جعل تفاعل العالم سريعاً مع هذه الأحداث.

لقد أعادت غزة إلى القضية الفلسطينية إنسانيتها، وأعادت إلى الحق الفلسطيني الأمل في إقامة دولته، وفضحت كذب الإجرام الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock