
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن القرآن الكريم، وإن حامل القرآن هو من أهل الله وخاصته، فقارئ القرآن منتسب إلى الله تعالى، فما أعظمه من شرف، وبقدر ما يحفظ الإنسان من القرآن يكون الشرف والمنزلة، فأهل القرآن يرفع الله قدرهم بين العباد، وأهل الله وخاصته أي أولياؤه المختصون به، وإن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والسفرة الكرام البررة، ككاتب وكتبة، والسافر هو الرسول، والسفرة هم الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله، وقيل السفرة هم الكتبة، والبررة، هم المطيعون، من البر، والماهر الحذق الكامل الحفظ.
الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه، فالماهر أجره أكثر، وأفضل، وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد فيه لضعف حفظه، فله أجران أجر بالقراءة، وأجر بتعتعته في قراءته ومشقته، فقد قال القاضي “يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة لا تصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم، وسالك مسلكهم” ويُحلى صاحب القرآن بتاج وحُلة الكرامة ويرضى الله عنه، وحافظ القرآن له درجات في الجنة بقدر تلاوته ويقرأ في الجنة أيضا، بل وربما قرأ في قبره كما كان يقرأ في الدنيا، وحامل القرآن يُعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيهما، وإنه ليس من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبتدع في دينه.
أو نزيد في شريعته، أو نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم، وليس من تعظيمه صلى الله عليه وسلم أن نتشبه باليهود والنصارى في هديهم وتقاليدهم، ونترك التشبه به صلى الله عليه وسلم في هديه وسننه، وليس من تعظيمه صلى الله عليه وسلم أن نتسول الشرق والغرب ونجرّب مناهج أهل الشرق والغرب ومنهجه صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا وأكرمهم وأتقاهم، وقد شهد له بذلك ربه جل وعلا وكفى بها فضلا، حيث قال تعالى مادحا وواصفا خُلق نبيه الكريم ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وروي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر.
فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا وما فيهما، فيقولان يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال لهما بتعليم ولدكما القرآن” رواه الطبراني، والقرآن العظيم مؤثر في القلوب والنفوس والأرواح لأنه كلام العليم الخبير بما يصلح هذه القلوب والنفوس في الدنيا والآخرة، ومن هذا التأثير هو تأثيره على علماء أهل الكتاب وغيرهم من أهل العقول، وإن التأثر بالقرآن الكريم من علامات الإيمان، فالمؤمنون الصادقون في إيمانهم، الخائفون من ربهم تقشعر جلودهم عند قراءة القرآن، والصادقون مع الله تخشع قلوبهم لذكر الله، فعن عامر بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين، أن أباه أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن أنزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين، ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الرائع.
في التأثر بالقرآن والتجاوب مع آياته الكريمة، وجاءت الأحاديث تدل على خشوع النبي صلى الله عليه وسلم وتأثره بقراءة القرآن الكريم، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقرأ عليه القرآن فبكى لسماعه، فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اقرأ عليّ القرآن” قال، فقلت يا رسول الله أأقرأ عليك وعليك أنزل” فقال “إني أشتهي أن أسمعه من غيرى” وفي لفظ للبخاري قال صلى الله عليه وسلم ” فإنى أحب أن أسمعه من غيرى”



