دين ومجتمع

حالة العالم قبل رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد اعلم أخي الكريم إن ما تحكم به على الآخرين يحكمون به عليك، وإنك لا تستطيع أن تشتري السعادة بكل أموال العالم لأن مملكة السعادة موجودة في فكرك ومشاعرك، واعلم إن العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا أو تعيسا أو سعيدا أو غنيا أو فقيرا فتعلم السيطرة على عقلك من خلال أفكارك،واعلم انه من لم يفشل لم ينجح، واعلم أن ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك، وأنت تكون ناجحا وسعيدا.

 

عندما تعتقد ذلك، وكما أن التركيز على النجاح يساعد على حدوثه، وإذا كان مصعد النجاح معطلا فعليك أن تستخدم السلم درجة درجة، وإن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو ايجابيا، والعقل مثل العضلة كلما مرنته كلما زادت قوته، وليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط، وكما عليك أن تؤمن بمبدأ “أنا يستحيل علي الفشل” وتحمل المسؤولية في كل الظروف، وأن الناس هم أعظم مواردك، واعلم أخي الكريم أن العالم منذ القديم، كان فيه قوتان كبيرتان عظيمتان هما هما الدولة الرومانية، وعاصمتها القسطنطينية نسبة إلى إمبراطورها قسطنطين، والدولة الفارسية وعاصمتها المدائن، لأن كل ملك من ملوك الفرس ويسمى كسرى، وكان يبني مدينة إلى جوار المدينة التي كان يسكنها الملك الذي قبله، وكانت هاتان الدولتان متحاربتين.

 

وأشهر معركة بينهما أديداس التي إنتصر فيها الروم على الفرس، وكانت حالة العرب، قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى من يصلحها، فالعرب في الجزيرة العربية، كانوا يعبدون الأصنام، وهي حجارة ينحتونها ثم يسجدون لها، وكان أحدهم يأخذ معه حجرا صغيرا على هيئة صنم يسجد له، وقد كان مع أحدهم تمر ولم يكن معه صنمه فجعل من التمر على هيئة صنم ثم سجد له، وبعد أن جاع أكله ثم تغوطه، وقد شاهد أحد هؤلاء الجاهليين ثعلبين يبولان برأس صنم فقال ” أربّ يبول الثّعلبان برأسه؟ لقد ذل من بالت عليه الثعالب ” وكان في العرب عادات أخرى سيئة وأخرى حسنة، من عاداتهم السيئة شرب الخمر ووأد البنات، وإهانة المرأة، والعصبية، والقتل والسلب، ولكن كان إلى جانب تلك الصفات الرديئة، صفات حسنة منها الكرم والشجاعة والمروءة.

 

وحماية الجار وإغاثة الملهوف، ولم يكن لهم في جزيرتهم ملك يجمعهم تحت سلطانه، وينظم أمور جندهم في جيش نظامي، كما كان لدى التبابعة في اليمن والغساسنة في الشام والمناذرة في العراق، كان لكل قبيلة شيخها من أبنائها من هو كالأب لقبيلته، يدافع عنهم، يجبهم ويجبونه ويطيعون أمره، فاعلم أخي الكريم أنه لا يوجد نجاح دائم دون الالتزام، فتوكل على الله تعالى في كل أمورك، ولا تبحث عن ألأخطاء ولكن ابحث عن العلاج، فعليك أن تزرع النجاح واحصد ثماره، فالناس ليسوا كسالى ولكن ليهم أهدافا لا تحثهم على فعل شيء، وإننا نتحول إلى ما نفكر فيه طوال اليوم، وكما عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال ما الذي يجعلني ناجحا؟ واعلم أن كل مشكلة تمر عليك في حياتك تحمل معها الهدايا الكثيرة، وإنني لا أنصت لما تقوله وإنما أنصت لما تفعله، فإحساسك بالنجاح يقوي يقربك منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock