6 أكتوبر 1973 لم يكن يومًا عاديًا بل كان اليوم الذي انهارت فيه الأكذوبة الكبرى المسماة بـ”الجيش الذي لا يُقهر“.
ذلك الجيش الذي ردد قادته أنه يسيطر على العرب إلى الأبد إكتشف فجأة أن المصري البسيط إبن الأرض يقدر أن يحوله إلى أسطورة من الماضي.
في ساعات قليلة تحولت إسرائيل من كيان متغطرس يظن نفسه فوق الجميع إلى كيان مرتبك يتسول المساعدات من أمريكا والجسر الجوي صرخوا طلبًا للسلاح ولولا تدخل واشنطن لكانت نهاية الكيان الصهيوني على رمال سيناء.
خط بارليف الذي أنفقوا عليه الملايين وتباهوا بأنه “حائط لا يُهدم” حطمه جندي مصري بالمياه وخراطيم بدائية لم تهدمه قنابل نووية ولا جيوش جرارة بل سواعد رجال صدقوا العهد وأقسموا ألا تعود الأرض إلا محررة بدمائهم.
إسرائيل يومها تلقت صدمة العمر: لأول مرة ترى جنودها يهربون ودباباتها تُحترق وضباطها يُؤسرون لأول مرة تعيش الذل والخوف على أرض المعركة ولأول مرة تكتشف أن القوة ليست سلاحًا فقط بل روحًا وإرادة.
حرب أكتوبر لم تكن مجرد نصر عسكري بل كانت إعلانًا صريحًا أن العرب إذا أرادوا فإن إسرائيل أوهى من بيت العنكبوت.
كانت رسالة تقول: مهما طال الإحتلال سيأتي يوم يسقط فيه ومهما تعالت الأكاذيب ستأتي الحقيقة لتسحقها.
واليوم كلما تجرأ العدو أو حاول أن يتبجح بتفوقه يكفي أن نذكره بـ يوم 6 أكتوبر يوم كُسر غروره يوم رُفع العلم المصري فوق سيناء يوم علموا أن مصر ليست أرضًا بلا أصحاب بل وطن لا يقبل الضياع ولا الهزيمة.
تحياتي مصر بجيشها وشعبها العظيم