صحف وتقارير

«حكايات العميد» في ذكرى مولده.. كيف أنقذ طه حسين «هرقل القرن العشرين»؟

جريدة الصوت

 

هناء الصغير 

شغل الدكتور “طه حسين” منصب وزير المعارف في حكومة الوفد الأخيرة في الفترة من 12 يناير 1950م وحتى 27 يناير 1952م، سياساته وشكل التعليم في زمنه مسائل قد تكون محل نظر وخلاف بين مؤيد ومعارض، لكن يبقى جانب إيجابي لا يختلف عليه أحد هو شهامة الدكتور “طه حسين” خلال هذه الفترة وقبلها أيضا في دعم الآخرين على اختلاف توجهاتهم ومد يد العون لهم قدر الإمكان ..ولقد حفظ التاريخ صورًا من هذا الدعم والمساندة بما يصلح أن يكون مرشدًا لكل صانع قرار رفعته المقادير لمنصب كبير يستطيع من خلاله مساعدة كل من كان في عثرة أو كبوة وتبني وتشجيع آمال وتطلعات طاقات عظيمة من أبناء أمته.. ونستعرض هذه الصور عبر هذه الحكايات التي تتنوع شخوصها وملامح أحداثها…

يعد الرباع المصري “خضر التوني” من المواهب الرياضية النادرة في تاريخ مصر، حيث استطاع أن يُسطِّر بإمكانياته البسيطة وبعصامية تامة سجلاً رياضيًا حافلاً بالإنجازات الضخمة، وأبرزها مشاركته في دورة الألعاب الأوليمبية ببرلين عام 1936م وهو لازال في التاسعة عشر من عمره وتفوق على نظيره البطل الألماني “رودولف إيسماير”  في البطولة ( بلغ مجموع رفعات التوني 387.5 كيلوجرام بينما إيسماير 352.5 كيلو جرام)، وأحرز الميدالية الذهبية في وزن المتوسط؛  مما آثار إعجاب الزعيم النازي أدولف هتلر، والذي تمنى لو كانت هذه البطولة من حظ بلاده و”خضر” من مواطنيه، وأمر بإطلاق اسمه على شارع في القرية الأوليمبية ببرلين، وقد لُقب حينها بـ”هرقل القرن العشرين”، و”أقوى رجل في العالم”.

كما شارك التوني في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن عام 1948م وتحدى إصابته بالتهاب الزائدة الدودية وشارك رغم تحذيرات الأطباء بأن التحميل الزائد قد يؤدي إلى انفجارها وحصل على المركز الرابع وسط إعجاب وإشادة الحاضرين، كما فاز بعدها بعام ببطولة العالم، وفي عام 1950م فاز ببطولة العالم في الوزن المتوسط، واختاره الاتحاد الدولي لرفع الأثقال ليتصدر أفضل 50 بطلا في اللعبة عبر تاريخها طيلة ستين عامًا (تصدرها بعد ذلك التركي “نعيم سليمان أوغلو” في أوليمبياد أطلانطا عام 1996م).

الطريف أن هذه البطولات لم تشفع لصاحبها في المعترك الوظيفي إذ وجد “خضر التوني” نفسه مفصولا من عمله لتغيبه بدون إذن مما آثار الصحافة المصرية وقتئذ منددة بهذا القرار ومطالبة الدكتور “طه حسين” وزير المعارف  بالتدخل وحل مشكلة البطل الرياضي، وما كان  “طه حسين” بشهامته المعهودة ليخذل هذه الدعوات المستحقة لشخص رفع رأس مصر عالية فأعاده لوظيفته وبراتب كبير، وترتب له المقادير مصيرًا مؤلما إذ مات صعقًا بالكهرباء عام 1956م أثناء محاولته إصلاح الإضاءة بمنزله حتى يتمكن أبنائه من المذاكرة ولم يبق من ذكراه سوى عدة شوارع بالقاهرة والإسكندرية وحلوان تحمل اسمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock