
فى زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات ويقل فيه الوزن يصبح الصراخ بديلاً عن الحجة ويصير التطاول وسيلة للظهور ويُستدعى الإنحدار الأخلاقى إلى الشاشات كأنه بطولة بينما تُقصى القيم الحقيقية لأن أصحابها لا يجيدون الرقص على إيقاع السوق ولا يعبدون الريالات ولا يبيعون ضميرهم فى مزاد اللحظة
خرج فنان مصرى صاحب قيمة وقامة خرج بكلمة صادقة لا تُزين ولا تُداهن قال إنه يخاف على بلده ويحافظ على التقاليد ويحترم التراث ويرفض تشويه الرموز المصرية لأن مصر عنده ليست سلعة ولا ترنداً عابراً بل تاريخ وهوية ودم فى العروق خرج الأستاذ الفنان محمد صبحى القيمة والقامة ثابتاً كما عهدناه صاحب مشروع فكرى وفنى لم ينحنِ ولم يساوم ولم يبع وعياً ولم يقايض مبدأ فكان صوته إمتداداً لضمير مصرى يعرف معنى الفن ودوره ومسؤوليته تجاه الوطن
لم يطلب تصفيقاً ولم يسع لإفتعال معركة بل قال الحقيقة كما هى لأن الصمت عنده خيانة ولأن الفن عنده رسالة قبل أن يكون مهنة كلمة خرجت من قلب صادق فأربكت من إعتادوا التزييف وأوجعت من يتكسبون من تشويه الوعى ويخشون كل من يضع المرآة أمام وجوههم
فإذا بمنصة يُفترض فيها الوقار تتحول إلى حلبة سباب وإذا بمذيعة نكرة تتجرأ على القيم وتنهش فى الكرامة بألفاظ سوقية لا تليق ببيت مصرى ولا تُحتمل على شاشة يشاهدها الملايين كلمات تُقذف بلا حياء تدخل البيوت وتلوث الذوق العام وتدوس المعايير ثم يُقال إعلام أى إعلام هذا الذى يسمح بإهانة قيمة وقامة بحجم الأستاذ الفنان محمد صبحى وأى مهنية تلك التى تستبدل الحوار بالإسفاف
من صنع هذا النموذج ومن نفخه حتى ظن نفسه قادراً على تقييد قامة فنية لها تاريخ ومسيرة ومواقف وطنية مشهودة من سلمه الميكروفون وفتح له الأبواب وكتب له الإسكربات المعلبة الإجابة يعرفها الجميع شوال الرز الذى يوزع الأدوار ويشترى الولاءات ويصنع نجوماً من ورق ثم يدفعهم للهجوم على من يخافون على مصر لأن الخوف على الوطن لا يُدر أرباحاً
عباد المال لا يحتملون صوت الضمير لأن الضمير يفضح تجارتهم فينقضون على الرموز ويشككون فى النيات ويقلبون المعايير ويبيعون الإهانة فى عبوات جذابة يظنون أن الجمهور ينسى وأن التاريخ يُمحى وأن الكرامة تُشترى لكنهم يجهلون أن الناس تعرف وتفرق وأن الإحترام لا يُصنع وأن الأستاذ الفنان محمد صبحى القيمة والقامة أكبر من أى شاشة وأبقى من أى حملة تشويه
لسنا فى حاجة إلى ذكر أسماء عابرة فالأسماء التى بلا قيمة تسقط وحدها ما يهم هو الموقف موقف فنان وقف مع بلده فإستحق المحبة وموقف منصة خانت دورها فإستحقت المساءلة الإعلام مسؤولية ومن يفرط فيها يجرح الوطن قبل أن يجرح الأفراد
ستبقى مصر أكبر من شاشات مأجورة وأطهر من ألسنة منفلتة وسيبقى الفن حين يحرس الهوية شرفاً لا يُقيد وسيظل الأستاذ الفنان محمد صبحى القيمة والقامة علامة مضيئة فى الوعى المصرى مهما حاولوا أما الضجيج فمصيره الصمت وأما الرموز فمكانها القلب والذاكرة



