حُكم عليه بالسجن 426 عامًا ونظم إضرابات الأسرى بسجون الاحتلال.. من هو يحيى السنوار؟
جريدة الصوت

هناء الصغير
قالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إن الشرطة تفحص صور أسنان وأدلة للحمض النووي لتحديد ما إذا كان زعيم حركة حماس يحيى السنوار قد تعرض للاغتيال في اشتباك مع جنود بتل السلطان جنوب قطاع غزة.يحيى السنوار هو رئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ومن أبرز قادتها.
وُلد عام 1962 في قطاع غزة، واعتقلته إسرائيل عدة مرات، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات، وأُفرج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011، ليعود إلى ممارسة دوره القيادي في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.
في عام 2017، انتُخب رئيسًا للحركة في قطاع غزة، ثم أُعيد انتخابه في 2021، وفي عام 2024، أصبح رئيس المكتب السياسي لحماس، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل.
وتعتبر إسرائيل، السنوار، العقل المدبر لعملية «طوفان الأقصى» التي وقعت في أكتوبر 2023، وألحقت خسائر بشرية وعسكرية كبيرة بإسرائيل، وأعلنت إسرائيل أن تصفية السنوار، هو أحد أهداف عمليتها «السيوف الحديدية»، التي أطلقتها ردًا على عملية طوفان الأقصىوُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار، في 19 أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس، للاجئين جنوب قطاع غزة، ويعود أصل عائلته إلى مدينة مجدل التي احتلتها إسرائيل بعد نكبة 1948، وأطلقت عليها اسم «أشكلون»، وترعرع السنوار في ظروف صعبة بالمخيم، حيث تأثر بشكل كبير بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سكان المخيمات.
وتلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على درجة البكالوريوس في الدراسات العربية، وفي عام 2011، تزوج من سمر محمد أبوزمر، وهي سيدة غزية تحمل شهادة ماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة، وله ابن وحيد يُدعى إبراهيم.
اعتقال يحيى السنوار
تعرض يحيى السنوار لسلسلة من الاعتقالات من قبل القوات الإسرائيلية بسبب نشاطه السياسي، وفي عام 1982، تم اعتقاله لأول مرة وهو في العشرين من عمره، ووُضع رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، وأُعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه لمدة 6 أشهر دون محاكمة.
وفي عام 1985، تم اعتقاله مجددًا وحكم عليه بالسجن لمدة 8 أشهر.
في 20 يناير1988، تم اعتقاله مرة أخرى بتهمة قيادته لعملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وقتل 4 فلسطينيين يُشتبه في تعاونهم مع الاحتلال، وصدر بحقه حكم بالسجن لأربع مؤبدات، أي ما يعادل 426 عاماً.
خلال فترة اعتقاله، قاد السنوار الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية لمرتين، وكما كان له دور بارز في تنظيم إضرابات الأسرى عن الطعام في أعوام 1992، 1996، 2000، و2004.
وتنقل السنوار بين عدة سجون إسرائيلية مثل المجدل، وهداريم، والسبع، ونفحة، وقضى 4 سنوات، في العزل الانفرادي حيث عانى من مشاكل صحية كبيرة، بما في ذلك نزيف داخلي وقيء دموي.
وحاول الهروب من السجن مرتين، الأولى في سجن المجدل، عندما حفر ثقباً في جدار زنزانته، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة وعوقب بالسجن الانفرادي.
أما المحاولة الثانية، فكانت في سجن الرملة، حيث تمكن من قص قضبان الحديد من نافذة زنزانته، إلا أن محاولته الثانية أيضاً باءت بالفشل.استغل يحيى السنوار فترة اعتقاله التي امتدت لـ23 عاماً في التعلم والكتابة، إذ تعلم اللغة العبرية وقرأ العديد من الكتب التي تتناول العقلية الإسرائيلية، كما قام بتأليف وترجمة عدة كتب، أبرزها الشاباك بين الأشلاء، الأحزاب الإسرائيلية عام 1992، شوك القرنفل، حماس: التجربة والخطأ، المجد.