مرأة ومنوعات

خصائص التفكير الطبيعي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد لتعددت تعاريف التفكير ولا يوجد تعريف واحد مرضي، فمعظم التعريفات تتناول جانب من جوانب التفكير، ويصف البعض التفكير بأنه نشاط عقلي، قائلين بصورة عامة، والتفكير هو أي عملية عقلية بصرف النظر عن الوصول إلى نتيجة، وهو تعريف صحيح لأنه يشمل كل شيء، لكنه مع ذلك، ليس تعريفا شافيا تماما، نرى على الجهة الأخرى تعاريف تصف التفكير بأنه المنطق وتحكيم العقل، فتقول التفكير عملية ذهنية لإخضاع المواقف للمبادئ العقلية ومحاولة الوصول إلى نتيجة ما تتعلق بأشياء معينة.

 

ولكن هذا التعريف أيضا يشمل مظهرا واحدا فقط، وكما قيل أن التفكير هو التقصّي المدروس للخبرة من أجل غرض ما، وقد يكون ذلك الغرض هو الفهم، أو اتخاذ القرار، أو التخطيط، أو حل المشكلات، أو الحكم على الأشياء، أو القيام بعمل ما، أو الإحساس بالبهجة، أو الخيال الجامح، أو الإنغماس في أحلام اليقضة، وهلم جرا، ولكن هناك سؤال وهو لماذا نحتاج تفكير جديد عن التفكير؟ ونقول إن حياتنا عبارة عن إتخاذ قرارات، حيث نتخذ قرار بأن نذهب للماكن الفلاني، أو أن نأكل هذا الطعام أو أن نشرب ذلك الشراب، أو أن نشتري الشيء الفلاني، أو أن نلبس هذا اللباس أو ذاك، وهنالك قرارات اعمق، كأن نتاجر بسلعة معاينة، أو نتخصص في أمر ما، وهكذا، وإتخاذنا لهذه القرارات مبني على معلومات، إلا أن المعلومات وحدة لا تكفي لإتخاذ القرارات، فنحن بحاجة للتفكير.

 

وذلك للاستفادة من المعلومات، وتصنيف المعلومات، والتعامل مع المستقبليات، وتطوير المعلومات، إذن فالمعلومات وحدها ليست كافية لتسيير الحاضر وصنع المستقبل، لذلك نحن بحاجة للتفكير، لكن هل الذكاء والتفكير شيء واحد؟ فإن الإعتقاد بأن التفكير والذكاء شيء واحد يقودنا لنتائج خاطئة مثل أن الأشخاص مرتفعي الذكاء لا يحتاجون أي نوع من التدريب على الفكير، فهم مفكرين بشكل تلقائي وأنه لا يمكن عمل أي شيء مع الأشخاص منخفضي الذكاء لتطوير تفكيرهم، فمن المستحيل جعلهم أناسا مفكرين، وإن للتفكير عدة أساليب لنتعرف على بعض منها التفكير الطبيعي، والتفكير المنطقي، والتفكير الرياضي، وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي، والأولي، والخام، حيث لا توجد مسارات صناعية للتدخل في أنماط التفكير الأولية، ويصبح تدفق النشاط بالسلوك الطبيعي.

 

وتتسم خصائص التفكير الطبيعي بعدة خصائص منها التكرار والتعميم والتحيّز، وعدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات، والخيال الفطري والأحلام معرض للخطأ وهو يمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري وذلك من خلال وضع عقبات أمام ممرات الفكر الطبيعي الأولي، وإن وضع كلمة لا أمام التفكير الطبيعي سيجبر المرء على إتباع طرق أخرى، لذا يعد التفكير المنطقي متقدما بمراحل على التفكير الطبيعي وإن كان يفرض عددا من القيود على عملية الإستفادة من المعلومات المتاحة، كما أنه لا يسمح بحدوث التحول الفكري اللازم لإعادة إستخدام أو ترتيب المعلومات المتاحة وبالتالي التعامل مع مواقف مستقبلية نظرا لما يوفره من أنماط فكرية محددة.

 

ويشمل إستخدام المعادلات السابقة الإعداد والإعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء، وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة من المعادلات والرموز وهي ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock