
كتبت:هيام فايز
ننتظر كل عام حلول شهر رمضان المعظم بفارغ الصبر لنشعر بالأجواء النقية والشعائر الدينية الخالصة والطقوس الرائعة التى تشحن طاقتنا الروحانية وتجعلنا نتقرب الى الله عزوجل، من خلال قراءة القران والحفاظ على الصلاة.
ولا مانع من ان يتخلل هذه الروحانيات والطقوس الدينية بعض الترفيه،فهناك من يشاهد التليفزيون واخرون يلجأون الى القراءة وحل الفوازير والرياضة وغيرها.
ولان التليفزيون هو الوسيلة التى تلتف حولها الأسرة منذ أعوام،لمشاهدة البرامج والأعمال الدرامية ومتابعة كل ما هو جديد ،أصبحت مسلسلات رمضان هى عنصر الجذب الأساسى للأسرة على الرغم من تغير محتوى ورسالة هذه المسلسلات عما كان بالماضى.
فبعد ان اعتدنا على روائع الراحل أسامة انور عكاشة والتى رسخت فى أذهاننا جميعا وتركت بصمة قوية فى وجداننا بل وأصبحت رمزا للأصالة ،فمن منا لا يتذكر “النوة” “وارابيسك” “وزيزينيا”و”الشهد والدموع” وغيرها،ومن منا لم يكن له ذكريات رمضانية جميلة مع هذه المسلسلات والتى كلما استرجعها ابتسم فى صمت وتمنى عودة هذه الدراما الهادفة.
كما ان فوازير نيللى وشريهان مان لها نصيب الأسد من المشاهدات وكانت تحتوى على استعراضات راقصة ولكنها كانت راقية ومليئة بالإبداع والفن وكانت لا تخدش حياء الأسرة ،فلم نرى نيللى او شريهان ببدلة رقص عارية او ترددان الفاظ لا تتناسب مع رمضان بل كان كبار الشعراء يكتبون لهما كلمات الأغنيات ولهذا خرجت بأفضل صورة وظلت حتى يومنا هذا تتصدر المشهد الرمضانى،فعندما تردد رمضان تبادر الى ذهنك فوازير نيللى وشريهان.
وبالنظر الى الدراما الحالية سنجد ان عناصر الإبهار بها قد تغيرت تماما ،فبعد ان كان القصة الجيدة والسيناريو الرائع هما مصدر الإبهار الى جانب اداء الممثلين الراقى،أصبح العرى والتفاهة هما سيدان الموقف.
وأصبح تلاشى القيم وخدش الحياء هما السائدان وسياسة دس السم فى العسل هى الغالبة ،فأصبحت المسلسلات الدرامية حافلة بمشاهد العرى وخدش الحياء والألفاظ البذيئة المبتذلة فضلا عن البرامج التافهة التى لا تضيف شيئا للأسرة سوى الخجل وبخاصة مع وجود جمهور من المراهين والأطفال.
ولعل انتشار العنف والمشاهد الجريئة بدراما رمضان يطرح سؤالا واحدا وهو أين دور الرقابة؟ اليس من المفترض ان تمنع الرقابة كل شىء يقدم لا يتناسب مع الأجواء والطقوس والعبادات فى رمضان؟
ولماذا تكثر هذه المشاهد تحديدا فى الشهر الكريم؟فلا يخلو مسلسل من مشاهد لراقصة او تعاطى الخمرة اوالمخدرات او الفاظ خارجة او إيحاءات جنسية وحوارات لا تتناسب مع مجتمعنا.
ولهذا يجب علينا إعادة النظر فيما يقدم فى شهر رمضان حتى لا يعتاد الأطفال والمراهقين والشباب على هذه المشاهد وتؤثر سلبا فى وجدانهم وتجعلهم منهم جيلا يحتاج الى دعم نفسى واجتماعى