في زاوية الغابة، بين أوراق الخريف المتساقطة، سكن بيتٌ صغير من الخشب الأحمر الصمت إلا من همسات الريح.
على عتبته وقفت عصفورة صغيرة بلون العسل، تحدّق في البيت كما لو كانت تتذكّر شيئًا قديمًا…
تعود كل عام إلى هذا المكان، حين تبدأ الأشجار في خلع أوراقها، لتجد الدفء الذي خبأته ذات يوم مع شريكها الراحل.
كانت تغني له هنا… فوق نفس الرف، بين نفس الأوراق المتساقطة.
لكن هذا الخريف مختلف لم يكن أحدٌ يرد على غنائها.
وقفت طويلًا، ثم رفعت رأسها نحو الباب الخشبي، وقالت بصوتٍ خافت كأنها تناجي الغياب: