بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعى وأصبحت “تريند”وبدأت تغزو الأسواق،دمية “لابوبو”تهدد براءة الأطفال.
فهذه الدمية المستوحاة من التراث الشعبي الإسكندنافي، ظهرت فجأة بدون مقدمات وتختلف عن الدمى المعتادة التى يلعب بها الأطفال ،فهى تتميز بملامحها الفريدة وعينيها الكبيرتين وأذنيها المدببتين وأسنانها المسننة ووجهها الذي يبدو عابسا.
ان شخصية لابوبو”ظهرت لأول مرة عام 2015،وهى من ابتكار الفنان كاسينج لونج، ضمن سلسلة قصصية حملت عنوان The Monsters، والتي استلهمها من الأساطير الإسكندنافية.
وضمت السلسلة عددًا من الكائنات الخيالية مثل Zimomo، Tycoco، Spooky وPato، لكن سرعان ما أصبحت “لابوبو” بطلتها الأبرز، بفضل ملامحها الفريدة، والتي تضم عيون واسعة، أذنان طويلتان مدببتان، وابتسامة غريبة مليئة بأسنان صغيرة متراصة.
وتعد “لابوبو” جنية أنثى تتميز بخصائص غير تقليدية، أبرزها عدم امتلاكها ذيلا، ما يجعلها مختلفة عن غالبية الكائنات الخيالية الأخرى.
كما تعرف بأسنانها المسننة التسع، وأذنيها البارزتين، وتعبيرات وجهها الشقية التي تتغير من تصميم لآخر، ما يزيد من شعبيتها بين هواة جمع الدمى وعشاق الفن الغريب.
وعلى الرغم من ان هذه الدمية ليست الأولى من نوعها التى تثير الجدل ،فقد أثارت الصبارة الراقصة الجدل من قبل نظرا لتأثيرها النفسى على الأطفال إلا ان التأثير النفسي لـ دمية “لابوبو” يكمن في النقاط التالية:
-فقد تبدو لابوبو مجرد دمية بريئة وجذابة للأطفال، ولكنها تؤدي إلى تجريد براءة الأطفال، على طريقة دس السم في العسل.
-ان وراء انتشار دمية “لابوبو” غاية اقتصادية واضحة، إذ أنها سرعان ما بدأت كدمية فنية بسيطة ،ولكن تحولت سريعا إلى آلة للربح مدفوعة باستراتيجيات تسويقية ذكية تضمن استمرارية الطلب وزيادة القيمة.
-يتفاوت سعر لعبة لابوبو 13- 16 دولار، وبعض الإصدارات النادرة يصل سعرها من 300 إلى 1580 دولار.وهذا أقوى دليل على أن الهدف منها اقتصادي.
-ويحذر الخبراء النفسيبن من ملامح دمية لابوبو ،فالأسنان البارزة والعينين المخيفتين والتعابير الغريبة قد تؤثر على نمو الطفل وسلامته النفسية.
-كمان ان تأثير “لابوبو” السلبي لا يقتصر على الجانب النفسي للطفل فقط، بل يؤثر على تطور سلوكياته وقيمه، فيُساهم في ظهور صفات غير مرغوبة مثل المكر والخبث والنفاق والعدوانية غير المباشرة وإخفاء المشاعر الحقيقية.
ان ظهور دمية لابوبو بهذه الملامح ليس صدفة وهناك خطة ممنهجة لإغتيال براءة الأطفال وخلق جيل يتسم بالعدوانية والفوضى فضلا عن التذبذب النفسى والخلط بين المعايير وعدم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
لذا علينا ان لا ننساق وراء كل ماهو “تريند”وبخاصة التريندات البعيدة والغريبة عن أخلاقياتنا وموروثنا الثقافى والتى لا تهتم بغرس قيم او تعزيز النمو النفسى للطفل وإنما التربح المادى فقط دون النظر لأى فائدة تذكر.
وأخيرا وليس بأخر ،أبنائنا وبناتنا أمانة يجب ان نحسن الحفاظ عليها لأننا سنسأل عنها،و تخصيص وقت لهم يوميا من أجل التعرف على مشاكلهم وما يدور بأذهانهم سيجنبنا وإياهم مشاكل نفسية خطيرة .