دين ومجتمع

دور أمهات المؤمنين في البذل والعطاء

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أنعم الله علينا بنعم لا تحصى ولا تعد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذكرنا بنعمته علينا وأننا لا نستطيع تعدادها وإحصاءها “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله كان إمام الشاكرين حينما قال لعائشة “أفلا أكون عبدا شكورا” فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لقد كان لأمهات المؤمنين دور في البذل والعطاء، فعندما بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السيدة سودة رضي الله عنها بغرارة دراهم فقالت ما هذه؟ قالوا دراهم، قالت في الغرارة مثل التمر يا جارية بلغيني القنع، ففرقتها، ولم تكتفي السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها فقد زادت على ذلك كونها كانت صانعه فكانت تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.

وفى صحيح الإمام مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا” فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت وكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق وإنما أراد أطولهن بالصدقة، وكان عطاؤها إثني عشر ألفا لم تأخذه إلا عاما واحدا فجعلت تقول اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة، ثم قسمته في رحمها وفي أهل الحاجة، ويتجلى هذا السموّ في آخر لحظات حياتها عند الوفاة حينما يرسل لها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكفن فقالت إني أعددت كفني فتصدقوا بأحدهما وإن إستطعتم أن تتصدقوا بحقوي فإفعلوا فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها لقد ذهبت مفزع اليتامى والأرامل، فهذه هي السيدة عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمبرّأة من فوق سبع سموات كان من حالها مع الجود والإيثار.

كما حكت عنها أم درة في طبقات ابن سعد أنها أُتيت بمائة ألف ففرقت وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما إستطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه، فقالت لو ذكّرتني لفعلت، ثم هي تبلغ أقصى الإيثار عندما تؤثر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بدفنه عند رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجرتها، وحذت حذوها سائر نسوة النبي صلى الله عليه وسلم فهذه صفية بنت حييّ تدخل ومعها ذهب فتهب منه لفاطمة رضي الله عنها ولنساء معها ويتجلى الجود والصفح في هذه الحادثة عندما اشتكتها جارية لها عند عمر بن الخطاب فقالت إن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فسألها عمر رضي الله عنه، فقالت أما السبت فإني لم أحبه منذ أن أبدلني الله تعالي الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها ثم أعتقت الجارية على ظلمها لها.

وكما كان لهم رضي الله عنهن دور في العلم، فقيل إن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال للسيدة عائشة رضي الله عنها أعجب من علمك بالطب، كيف هو ومن أين هو؟ أو ما هو ؟ قال فضربت على منكبه وقالت أي عرية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعالجه، وقيل لمسروق هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض، ولما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة التي جمع فيها القرآن عند ابنته حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة فسألها إن تعطيه الصحيفة وحلف ليردنها إليها فأعطته فعرض المصحف عليها فرد

ها إليها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock