أكدت العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الخميس أنه لا ينبغي استبعاد أوكرانيا وأوروبا من أي مفاوضات سلام، لا سيما بعد أن نفى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن أوكرانيا .
جاء ذلك خلال اجتماع وزراء دفاع الحلفاء في مقر حلف الناتو في بروكسل لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وتعاني الحكومات الأوروبية من حالة من الارتباك بعد أن أشارت الإدارة الأمريكية الجديدة إلى أنها تخطط لإجراء محادثات وجها لوجه مع روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا دون إشراك الدول الأوروبية، وأصرت على أن كييف لا ينبغي أن تنضم إلى حلف الناتو، وقالت إن الأمر متروك لأوروبا لحماية نفسها وأوكرانيا من أي شيء قد تفعله روسيا بعد ذلك .
من جانبه ، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي “لا يمكن إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا بدون مشاركة أوكرانيا ويجب أن يكون صوت أوكرانيا في قلب أي محادثات”.
كما قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس “بالنسبة لي ينبغي أن تشارك أوروبا في المفاوضات، خاصة إذا كان من المفترض أن تلعب أوروبا دورا مركزيا أو رئيسيا في نظام السلام ” .
وأضاف أن “أوروبا ستضطر إلى التعايش بشكل مباشر مع العواقب، لذلك لا داعي للتأكيد أنه يجب أن نكون جزءا من المفاوضات”.
ونفى هيجسيث أن تكون الولايات المتحدة قد خانت أوكرانيا بإطلاق مفاوضات حول مستقبلها دون مشاركة كييف الكاملة.
وبعد محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء إنه “من المحتمل” أن يلتقي مع بوتين في وقت قريب، ربما في المملكة العربية السعودية .
وقال هيجسيث “لا يوجد خيانة، هناك اعتراف بأن العالم كله والولايات المتحدة مهتمان بالسلام التفاوضي”.
ودعا وزير الدفاع الأمريكي إلى أن تكون الحرب في أوكرانيا “دعوة إيقاظ” لحلفاء الناتو الأوروبيين لإنفاق المزيد على ميزانيات الدفاع الخاصة بهم.
إلا أن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو قال إن الحكومات والبرلمانات في جميع أنحاء أوروبا توافق بالفعل على زيادة مشتريات الأسلحة والميزانيات العسكرية في الوقت الذي تقدم فيه مساعدتها لأوكرانيا لمواجهة الحرب الروسية.
وحذر ليكورنو من أن مستقبل حلف الناتو نفسه أصبح الآن موضع تساؤل، وقال “إن وصف الناتو بأنه التحالف الأكبر والأكثر قوة في التاريخ صحيح من الناحية التاريخية، لكن السؤال الحقيقي هو هل سيظل هذا هو الحال بعد 10 أو 15 عاما”، وذلك بعد أن أشارت الولايات المتحدة – أكبر وأقوى عضو في الحلف – إلى أن أولوياتها الأمنية تكمن في مكان آخر، بما في ذلك في آسيا.
وقال الأمين العام لحلف الناتو مارك روته إنه “مهما كانت الاتفاقية التي يتم التوصل إليها بين روسيا وأوكرانيا، فمن الضروري أن يكون اتفاق السلام مستداما، وأن يعلم بوتين أن هذه هي النهاية، وأنه لا يمكنه أبدا محاولة الاستيلاء على قطعة من أوكرانيا مرة أخرى”.
وقال وزير الدفاع السويدي بال جونسون إن الدول الأوروبية قدمت نحو 60 بالمائة من الدعم العسكري لكييف العام الماضي ويجب أن تشارك في المفاوضات، خاصة في ضوء المطالب الأمريكية بأن تتحمل أوروبا المزيد من المسؤولية عن أمن أوكرانيا على المدى الأبعد.
وأكد نظيره الإستوني هانو بيفكور أن الاتحاد الأوروبي قاد العقوبات ضد روسيا، واستثمر بكثافة في دفاع أوكرانيا، وسيُطلب منه دفع فاتورة إعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب.
وتابع بيفكور بقوله “يتعين علينا أن نكون هناك وإلا فلن يدوم هذا السلام طويلا”.