
القاهرة
ألاَ كلُّ رُكنٍ بها نادِرهْ
مِنَ الحسنِ تبدُو لنَا ظاهِرهْ
فهذِي القلاعُ وهذِي القبابُ
وهذِي المتاحفُ كالسّاحِرهْ
وهذِي المآذنُ ألفٌ تنادِي
تُزِينُ مساجِدَها العامِرهْ
وهذا ابنُها النيلُ لا لايشيبُ
وتلكَ المياهُ بهِ هادِرهْ
على شاطئيهِ تهادَى النّسيمُ
ومالتْ غصونٌ لهُ شاكِرهْ
على صفحةِ الماءِ يَخْتٌ يميسُ
وتمخُرُ في مائهِ باخِرهْ
ومِنْ مائهِ العذبِ كانتْ حياةٌ
لكلِّ حياةٍ بهِ زاخِرهْ
ألاَ كلّ مَنْ رامَها بالأذَى
فأيدِي الجنود لهُ كاسِرهْ
على بَابِها كمْ تَهاوَى الغُزاةُ
ومَنْ ينجُ منهمْ تَكُنْ آسِرهْ
ويا كلٌُ مَنْ جاءها زائرًا
وظنّ زيارتَهُ عابِرهْ
فعندَ الفراقِ يضيقُ الفؤادُ
وتصبحُ أعينهُ ماطِرهْ
يُمَنِّي الفؤادَ بِيَوْمٍ يعود
لِينْعَمَ بالطّلةِ الباهِرهْ
أيَا نَغْمةَ الطّيرِ عندَ الشّروقِ
ويا زهرةً بالنّدى عاطِرهْ
ويا بسمةَ البدر وسْطَ الظّلامِ
ويا لفحةَ الشّمسِ في الهاجِرهْ
ويا مَنْ صَمدّتِ بوجهِ الخُطوبِ
وقَفْتِ بوجهِ العدَا ثائِرهْ
ومهما توالتْ عليكِ الصّعابُ
ستبْقى رياضُك ذِي ناضِرهْ
إنِ اسْتبدلُوكِ وإنْ همّشوكِ
تظلّين دومًا لهمْ قاهِرهْ
ثناء شلش