اللي متابع المشهد السياسي في مصر يلاحظ إن الخلاف مش دايما على الهدف،
قد ما هو على الطريق الكل بيتكلم عن مصلحة البلد،
بس القليل اللي بيتكلم عن تكلفة القرار ومسؤولية الكلمة، وتأثير كل موقف على الناس اللي تحت مش اللي فوق.
السياسة مش خطابات رنانة ولا بيانات شديدة اللهجة ولا معارضة لمجرد المعارضة. السياسة الحقيقية هي إنك تقول رأيك وأنت فاهم حجم الدولة وتعقيد المرحلة وضغط الإقليم وحسابات العالم اللي حوالينا.
مصر النهارده بتلعب سياسة في وقت صعب وقت مفيهوش رفاهية الغلط المنطقة مولعة والاقتصاد العالمي مهزوز وكل دولة بتحاول تنجو بنفسها الأول.
وسط ده كله القرار المصري مش سهل وأي خطوة ليها تمن وأي تأخير ليه تمن برضه.
المواطن من حقه يسأل ويعترض ويقلق بس من واجبه كمان يعرف إن الدولة مش بتدار بمنطق “يا أبيض يا أسود”.
في السياسة مفيش قرارات كاملة في اختيارات أقل خسارة وأحيانًا ده أقصى الممكن.
المشكلة مش في وجود خلاف سياسي المشكلة في غياب المساحة المنظمة للخلاف.
لما الصوت العالي يغلب الفكرة ولما التخوين يبقى أسهل من النقاش، السياسة تتحول لمعركة كسر عضم واللي بيخسر فيها دايما هو البلد.
مصر محتاجة سياسة تشارك فيها العقول قبل الحناجر محتاجة معارضة وطنية فاهمة وسلطة سامعة وإعلام يشرح للناس مش يزوق الحقيقة ولا يكسّرها. لأن بناء الوعي السياسي أهم من كسب أي جولة مؤقتة.
المرحلة الجاية مش محتاجة هتاف محتاجة فهم مش محتاجة انقسام محتاجة اتفاق على ثوابت مش محتاجة صراع على السلطة محتاجة حماية الدولة.
السياسة في مصر لازم ترجع تبقى وسيلة للبناء مش ساحة لتصفية الحسابات لأن اللي بيتكسر في السياسةصعب يتصلح في الشارع.
