رجب مش مجرد شهر بيعدي في السنة الهجرية ولا محطة زمنية بنحط عليها علامة ونستنى اللي بعدها.
رجب حالة روح بتفوق وقلب بيصحى من زحمة الأيام هو الشهر اللي ربنا اختاره يبقى “حرام”، مش علشان نكف عن الحرب بس، لكن علشان نراجع حربنا مع نفسنا.
رجب بييجي هادي من غير ضجيج ولا احتفالات صاخبة كأنه بيخبط على باب القلب بخفة ويقول«اصحى… لسه في فرصة».
فرصة إنك ترتب روحك قبل الزحمة وتلم شتاتك قبل ما ييجي رمضان ويطلب منك تكون في أحسن حالاتك.
الناس كتير بتستقبل الشهور بالدعاء إنما رجب محتاج استقبال بالفهم لأنه شهر الإعداد النفسي زي ما الفلاح يهيأ الأرض قبل الزرع وكأن ربنا بيقولنا:«هيّأوا القلوب الخير جاي».
رجب مش شهر المعجزات السريعة لكنه شهر القرارات الهادية اللي بتغيّر مصيرك من غير ما تحس.
في رجب العبادة مش في كترها قد ما هي في صدقها ركعتين بتركيز دعوة طالعة من قلب متكسر، نية صافية بتقول«يا رب أنا راجع».
هنا المعنى الحقيقي للشهر إنك تبقى صادق مع نفسك قبل ما تطلب السما من ربك.
الجميل في رجب إنه ما بيضغطش عليك ما بيجلدكش وما بيقولكش «لازم».
هو شهر بيحتويك ويقولك
جرب تصالح جرب تسامح جرب تسيب اللي كان تقيل على قلبك.
يمكن علشان كده رجب جاي قبل شعبان ورمضان علشان اللي مش هيقدر يجري يتعلم الأول يمشي.
رجب بيعلمنا إن القرب من ربنا رحلة مش قفزة وإن التغيير الحقيقي بيبدأ بخطوة صغيرة… بس ثابتة.
شهر بيقولك ما تستناش تكون مثالي خليك صادق لأن الصادق دايما أقرب.
وفي وسط زحمة الدنيا ييجي رجب يقولك إن لسه في متسع للنور ولسه في وقت ترجع ولسه في باب مفتوح.
يمكن ده سره الحقيقي
إنه شهر الأمل الهادي اللي ما بيزعقش لكنه بيوصل.
رجب مش بداية السنة لكنه بداية الوعي ومن فهم رجب صح رمضان ييجي عليه وهو جاهز.
