خيّم الحزن على الوسط الفني وجمهور الدراما المصرية، اليوم، بعد إعلان وفاة الفنانة القديرة سميّة الألفي، التي رحلت عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض، لتُسدل الستار على رحلة إنسانية وفنية اتسمت بالقوة والهدوء والكرامة.
وُلدت الفنانة سميّة الألفي في محافظة الشرقية،تحديدا مركز ابو كبير ودرست في كلية الآداب في أسره بسيطه حيث كانت البداية الأولى لحلم صغير نما داخلها منذ الصغر، لتشق طريقها نحو عالم الفن بإصرار وموهبة لافتة، جعلتها واحدة من الوجوه المميزة على شاشة التلفزيون والسينما المصرية منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.
قدّمت الراحلة خلال مسيرتها الفنية عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية، ونجحت في تجسيد شخصيات متنوعة ما بين المرأة القوية، والأم، والسيدة البسيطة، تاركة بصمة خاصة في وجدان المشاهد، ومن أبرز مشاركاتها أعمال درامية بارزة رسخت مكانتها كفنانة تمتلك حضورًا هادئًا وأداءً صادقًا.
دخلت عالم الفن لأول مرة من خلال مشاركتها في مسلسل “أفواه وأرانب” عام 1978، لتتوالى بعد ذلك أدوارها في السينما والتلفزيون والمسرح، وتترك بصمتها الخاصة من خلال شخصيات متعددة ما بين الدراما والكوميديا.تميزت الألفي بقدرتها على أداء أدوار متنوعة، وكانت وجهًا حاضرًا في أعمال ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور، منها “ليالي الحلمية”، “بوابة الحلواني”، “الراية البيضا” وغيرها من الأعمال التي أظهرت موهبتها وتفانيها في الحرفية الفنية. على الصعيد الشخصي، تزوّجت سميّة الألفي أكثر من مرة، كان أشهرها زواجها من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه اثنين من أبنائها الذين ساروا في طريق الفن، من بينهم أحمد الفيشاوي، الذي حرصت على دعمه في آخر ظهور لها قبل رحيلها عندما زارت موقع تصوير أحد أعماله.
وعلى الصعيد الإنساني، عُرفت سميّة الألفي بقوتها وصبرها في مواجهة المرض، حيث خاضت معركة طويلة معه بعيدًا عن الأضواء، مفضلة الصمت والخصوصية، وسط دعم من عائلتها ومحبيها، حتى رحلت اليوم تاركة حالة من الحزن والأسى بين جمهورها وزملائها.
ولم تكن سميّة الألفي مجرد ممثلة قديرة، بل كانت نموذجًا للمرأة المصرية الصبورة، التي واجهت تقلبات الحياة بقلب قوي وكرامة عالية، سواء في مسيرتها الفنية أو في حياتها الشخصية ومعركتها الطويلة مع المرض. اختارت الهدوء والابتعاد عن الضجيج، وتركزت قوتها في الإيمان والعمل والصبر، لتغادر الدنيا في صمت يليق بفنانة حقيقية، تاركة خلفها سيرة إنسانية وفنية ستظل حاضرة في وجدان جمهورها ومحبيها.
برحيلها، يفقد الفن المصري واحدة من نجماته اللاتي قدّمن العطاء في هدوء، وكتبن أسماءهن دون صخب، لتبقى أعمالها شاهدًا على مسيرة امتدت من قلب الشرقية إلى ذاكرة الفن المصري.