فن وثقافة
محمد كريم يعيش لحظة خالدة داخل المتحف المصري الكبير.. فخر ودهشة أمام عظمة الأجداد
الكاتب والناقد الفني عمر ماهر

في مشهد يجمع بين الفخر والانبهار والحنين إلى الجذور، خطف النجم العالمي محمد كريم أنظار متابعيه حول العالم، بعد أن شارك منشورًا مفعمًا بالمشاعر الصادقة عبر حساباته الرسمية، عبّر فيه عن انبهاره بعظمة المتحف المصري الكبير، واعتزازه الشديد بكونه أحد أبناء هذا الوطن الذي أنار التاريخ بحضارته، وخلّد مجده على جدران الزمن.
وقد وثّق كريم زيارته لهذا الصرح العظيم بلقطات تعبّر عن عظمة اللحظة، إذ ظهر وهو يقف أمام تمثال الملك رمسيس الثاني، شامخًا بين أحضان التاريخ، وكأنه يستمع إلى صدى أصوات أجداده الذين شيّدوا أول حضارة عرفتها البشرية.
في كلماته المؤثرة التي كتبها بالإنجليزية، عبّر محمد كريم عن إحساسه بالرهبة والامتنان قائلاً: “I’m in awe, feeling privileged, honored, and proud to experience firsthand the magnificence of the Grand Egyptian Museum (GEM)! As I stand taking a photo with the majestic statue of Pharaoh Ramses II, I feel an indescribable sense of pride and connection to my ancestors.” وهي كلمات تختصر مشاعر كل مصري يقف أمام هذا الصرح المهيب، حيث يتجسد التاريخ في صورة حية، وتتعانق الحجارة القديمة مع روح الحاضر في توليفة فنية مدهشة تُبرز عظمة المصريين عبر العصور.
لم يكن حديث كريم مجرد تعليق عابر على حدث ثقافي، بل كان أشبه باعتراف وجداني عميق نابع من إحساس فنان يدرك قيمة بلده وتاريخه.
فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري أو مشروع معماري ضخم، بل هو كتاب مفتوح يسرد تفاصيل مجد المصريين، ويعيد إلى الأذهان كيف كانت مصر مهد الحضارات ومنبع الفن والجمال.
وقد وصف كريم هذا الحدث بأنه “لحظة ينتظرها أكثر من 120 مليون مصري والعالم أجمع”، مؤكداً أن الافتتاح الرسمي للمتحف يعد مناسبة تاريخية لا تقل أهمية عن اكتشاف الأهرامات نفسها، لأنه يقدّم للعالم رؤية جديدة للحضارة المصرية بطريقة عصرية تليق بعظمتها.
وقد أثار منشور محمد كريم حالة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف من جمهوره عن إعجابهم الشديد بكلماته الصادقة، وبتلك الروح الوطنية التي حملها منشوره. وأشاد الكثيرون بظهوره المشرّف داخل المتحف المصري الكبير، معتبرين أن كريم يواصل تقديم صورة مشرفة للفنان المصري الذي لا ينسى جذوره رغم نجاحه العالمي، بل يظل يحمل وطنه في قلبه أينما حلّ، ويحرص على نقل صورة مشرقة عن بلده أمام العالم.
المتحف المصري الكبير، الذي يتربع majestically قرب أهرامات الجيزة، يُعد أكبر متحف أثري في العالم، حيث يضم ما يزيد على مائة ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بشكل كامل منذ اكتشافها. كما يضم المتحف قاعات عرض فنية حديثة، ومناطق ترفيهية وثقافية، ليصبح وجهة عالمية تجمع بين العلم والفن والتاريخ في تجربة استثنائية تلامس وجدان الزائر قبل عينيه.
ويبدو أن زيارة محمد كريم للمتحف في هذا التوقيت لم تكن مصادفة، بل جاءت لتؤكد على مدى ارتباطه بتراث بلده، خاصة وأنه يعيش مسيرة فنية ناجحة في الخارج، جعلته أحد الوجوه المصرية التي تُشرّف بلادها في هوليوود والمهرجانات الدولية. إلا أن هذا النجاح العالمي لم يُبعده عن حضارته، بل جعله أكثر حرصًا على إبرازها والتفاخر بها أمام العالم، في وقت يحتاج فيه العالم لأن يرى مصر كما هي: بلد التاريخ والعراقة والخلود.
وقد بدا واضحًا من كلماته أن ما شعر به لحظة وقوفه أمام تمثال رمسيس الثاني لم يكن مجرد إعجاب فني أو أثري، بل كان انفعالًا وجدانيًا حقيقيًا، عبّر عنه بقوله إنه شعر باتصال روحي عميق مع أجداده، وكأنه يسمعهم يروون له حكايات المجد والعظمة. فذلك الشعور بالانتماء الممتد عبر آلاف السنين هو ما يميز المصري الحقيقي، ويجعل كل زيارة لأثر من آثار أجداده تجربة وجودية لا تُنسى.
ويُعد ظهور محمد كريم في هذا الحدث العالمي تأكيدًا على أن الفنان يمكن أن يكون سفيرًا للحضارة قبل أن يكون نجمًا في الفن، وأن كلماته وصوره قد تحمل رسالة أعمق من أي عمل سينمائي. فقد استطاع كريم أن يُبرز من خلال منشوره أن مصر لا تزال تُلهم أبناءها، وأن الحضارة المصرية ليست مجرد ماضٍ يُدرّس في الكتب، بل حاضر حيّ يتجدد في كل جيل يحمل الراية ويُكمل المسيرة.
وفي ختام منشوره، أرفق محمد كريم مجموعة من الوسوم التي جمعت بين العربية والإنجليزية مثل: # Grand EyptianMu seum # GEM # Egypt
# المتحف_المصري_الكبير # تحيا_مصر، وكأنه أراد أن يقول للعالم بلغتين إن مصر باقية، وإن تاريخها لا يُنسى، وإن كل حجر في هذا المتحف يحكي قصة وطنٍ لا يعرف إلا المجد. وقد أنهى كلماته بإحساس عميق بالامتنان والفخر، مؤكدًا أن وجوده في هذا المكان جعله يشعر أنه يعيش لحظة خالدة لن تتكرر في حياته.



