
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن من أضرار جريمة الزنا هو تفكك المجتمعات، فكم نسمع من الويلات والنكبات التي تحصل لكثير من الدول التي استباحت هذه الفاحشة العظيمة لما في ذلك من مخالفة لأوامر الله تعالى، وأوامر رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم، فأنت تلك المجتمعات وعلت فيها الصيحات مما حل بها من عذاب الله تعالى، فتفككت تلك المجتمعات.
وخاف بعضها بعضا، وإنعدم الحياء وقتلت العفة هناك، فأصبحوا كالبهائم بل هم أضل سبيلا، ومع فقد البهائم للعقل والتفكير فهي والله لا ترضى بما رضي به أولئك المجرمون المنحلون من فعل الفواحش والرذائل،
وكما أن من أضرار الزنا هو الوحدة الفردية، فيعيش أهل الزنا بمعزل عن الناس، لمقت الناس لهم واحتقارهم إياهم، والخوف من أن لصق عار هذه الفضية بمن يخالطهم ويجالسهم، فلا يرغب في نكاحهم أحد، ولا يريد صداقتهم أحد، فهم في عزلة عن الناس كالمرض المعدي، يرغب الجميع بترهم عن المجتمع لإفسادهم له، واعلموا أن أضرار الزنا كثيرة، ولكن فيما ذكرنا كفاية لمن أراد العبرة والعظة، وهذا قليل من كثير، فليرتدع أولئك عن فعل هذه الفاحشة المشينة وليعودوا إلى الله تعالي، فسبحانه قابل التائبين وليعرفوا السبب الحقيقي لوجودهم على هذه الأرض.
وليعلموا أن الله تعالي لم يخلقهم عبثا ولم يتركهم هملا، بل لا بد من الرجوع إلى الحي القيوم للجزاء والحساب، من أجل فعل مثل هذه الفواحش، وإن من طرق الوقاية من الزنا هو منع التبرج والإختلاط لأي سبب كان، فها هم دعاة السوء وأصحاب الحضارة الزائفة هاهم يئنون ويصرخون من جراء خطر التبرج والسفور ودارت عليهم الدوائر، فباءوا بتبعات ذلك كله، وكما أن من طرق الوقاية من الزنا هو تسهيل المهور، فإذا أتى الإنسان من يرضى دينه وأمانته وخلقه فعليه أن يزوجه، وإذا لم يفعل الناس ذلك فستكون فتنة في الأرض وفساد كبير، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم لنا فيهم أسوة حسنة في تسهيل المهور، وينبغي نصح أولئك الأولياء الذين لاهمّ لهم إلا جمع الأموال من وراء تزويج بناتهم، ومن لم يرتدع منهم.
فلابد من رفع أمره إلى ولاة الأمر، وكما أن من طرق الوقاية من الزنا هو ردع السفهاء عن التعدي على النساء في الأماكن التي يرتادها النساء، وعدم خروج المرأة من بيتها إلا لحاجة ماسة جدا وشديدة، ويكون الخروج مع محرمها، وعدم خروج المرأة مع السائق بأي حال من الأحوال، وكما أن من طرق الوقاية من الزنا هو منع الخلوة بين الرجال والخادمات في المنازل، والحذر من الوسائل المعينة على الزنا، والتحذير من عواقب الزنا الوخيمة، وإجتناب النظر إلى النساء سواء في الأجهزة المرئية أو المقروءة أو غيرها، ونشر مبادئ الفضيلة والأخلاق الحميدة بين الناس، وعدم خلوة المرأة بأي رجل أجنبي إلا ومعها محرمها، فنسأل الله العلي القدير أن يرحمنا وأن يرفع البلاء والوباء والفتن والمحن عن بلادنا وعن عباده والحمد لله رب العالمين.



