دين ومجتمع

شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم أما بعد لقد عدّ بعض أهل العلم الشعيرة الجليلة، شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الركن السادس للإسلام وهي الفريضة الغائبة بين كثير من الناس، وهي من فروع الجهاد في سبيل الله تعالي، وإن المؤمن ليوجل قلبه ويخاف كلما سمع قوله تعالي في سورة الأنفال ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ” وهو يرى الشرك والبدع والربا والمظالم والتغريب والمجاهرة بالمعاصي، وأهل الإيمان نعتهم ربهم في القرآن بأنهم كما جاء في سورة التوبة.

” يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ” بينما وصف أهل النفاق بأنهم كما جاء في سورة التوبة ” يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ” وقال سفيان الثوري رحمه الله “إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق” وكان بعض السلف إذا رأى منكرا ولم يطق تغييره بال الدم من الغضب لله والحزن مما رأى، وفي الصحيحين من حديث السيدة زينب رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال “نعم إذا كثر الخبث” ومما أثر عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله “كان يقال إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة ولكن إذا عُمل المنكر جهارا استحقوا العقوبة كلهم” ووجود المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في الأمة سبب حفظ لها بإذن الله تعالى.

حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة هود ” وما كان ربك ليهلك القري بظلم وأهلها مصلحون ” ولم يقل صالحون، وفي قصة أصحاب السبت في سورة الأعراف ذكر الله تعالي نجاة الذين نهوا عن المنكر، وذكر عذاب أهل الذنب وسكت عن الساكتين وهذا في غاية التخويف من السكوت على المنكرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الكبار والمهام العظيمة للأمة، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود والترمذي يقول النبي عليه الصلاة والسلام “لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم وآكلوهم وشاربوهم فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض ثم لعنهم على لسان أنبيائهم داود وعيسى بن مريم كما جاء في سورة البقرة ” ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ” وفي لفظ آخر “إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أن الرجل كان يلقى الرجل.

فيقول يا هذا اتقي الله ودع ما تفعل من المعاصي ثم يلقاه في الغد فلا يمنعه ما رآه منه أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم” فعلينا أن نحذر من أن يصيبنا ما أصاب أولئك، ومن قام بالمعروف والنهي عن المنكر مكّنه الله في الأرض ونصره، وقال سفيان الثوري رحمه الله ” ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقا فيما يأمر به، رفيقا فيما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهى عنه، عالما بما يأمر به، عالما بما ينهى عنه ” فقبل الأمر والنهي يكون العلم بالحكم وبواقع الحال وفي أثناء الأمر والنهي يستصحب الرفق واللين وبعد الأمر والنهي يستعين بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين والله تعالى لما نوّه بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر قال في ذكر كلام لقمان ووصاياه لابنه كما جاء في سورة لقمان “يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور” وكفى بهذه الآية عزاء لكل آم

ر وناهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock