عربي وعالمي

شكوك روسية حول أوكرانيا بعد الهجوم الدموي قرب موسكو

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

تكشف التصريحات الروسية خلال اليومين الأخيرين، عن شكوك تساور القادة في موسكو حول تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الذي وقع أمس الجمعة في حفل موسيقى بقاعة حفلات قرب العاصمة موسكو، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات، رغم إعلان تنظيم داعش الإرهابي تبنيه العملية.

وتواصل السلطات الروسية التحقيقات وإلقاء القبض على مزيد من المشتبه بهم في الهجوم الأكثر دموية على روسيا خلال الأعوام الأخيرة، فيما توعد الرئيس فلاديمير بوتين بكل من يحاول زعزعة الاستقرار في روسيا.

 

هذا ما حدث

قتل 145 شخصا، وأصيب العشرات ممن كانوا يحضرون حفل موسيقى بقاعة حفلات قرب العاصمة الروسية موسكو، بعدما فتح 3 مسلحين – على الأقل- النار عليهم بعد اقتحام المبنى.

وقالت السلطات الروسية إنها ألقت القبض على 11 مشتبها به في الهجوم، فيما أعلن تنظيم داعش خراسان مسؤوليته عن الحادث.

كما أعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية أن السلطات تمكنت حتى الآن من التعرف على هويات 29 شخصا من 133 قتلوا مساء الجمعة في الهجوم المسلح على صالة للحفلات الموسيقية قرب موسكو.

وسائل إعلام روسية بعد 24 ساعة من الحادثة حاولت محاكاة ما حدث في هجوم كروكوس، ونشرته عبر منصاتها على «إكس» تويتر سابقا.

 

شكوك دون دليل

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه تم الإمساك بالمشتبه بهم في الهجوم الأخير أثناء فرارهم إلى أوكرانيا، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

أوكرانيا، من جانبها نفت بشدة أي تورط في الهجوم الذي وقع أمس الجمعة، بينما تبناه فرع تنظيم داعش في أفغانستان.

ولم يأت بوتين في خطابه على ذكر تنظيم داعش، واتهمته كييف وحتى بعض السياسيين الروس بربط أوكرانيا بالهجوم زيفا لتأجيج الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دخلت مؤخرا عامها الثالث.

وقال مسؤول استخباراتي أميركي للأسوشيتدبرس إن الوكالات الأميركية، أكدت أن تنظيم داعش مسؤول عن الهجوم، وأن التنظيم حذر موسكو سابقا من أن هجوما قد يكون وشيكا.

وأكد بوتين أن السلطات الروسية ألقت القبض على 4 مسلحين مشتبه بهم أثناء محاولتهم الفرار إلى أوكرانيا عبر نافذة أعدت لهم على الجانب الأوكراني من الحدود.

كما قال بوتين إنه تم فرض إجراءات أمنية إضافية في جميع أنحاء روسيا، وأعلن يوم الأحد يوم حداد.

ويمثل الهجوم، وهو الأكثر دموية في روسيا منذ سنوات، إحراجا كبيرا للزعيم الروسي، وحدث بعد أيام قليلة من انتخابات تجلسه في الحكم لمدة 6 سنوات أخرى.

يشار إلى أن الهجوم على حفل بقاعة موسيقى قرب موسكو جاء بعد أسبوعين من إصدار السفارة الأميركية في موسكو إشعارا يحث الأميركيين على تجنب الأماكن المزدحمة في ضوء خطط «وشيكة» للمتطرفين لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو، من بينها الحفلات الموسيقية.

وقال بوتين: «لم نواجه هجوما إرهابيا تم الإعداد له بشكل شامل ومستغل فحسب، بل واجهنا أيضا قتلا جماعيا منظما وجيد الإعداد لأشخاص أبرياء مسالمين».

مزاعم بوتين بأن المهاجمين حاولوا الفرار إلى أوكرانيا جاءت بعد تعليقات النواب الروس الذين أشاروا بأصابع الاتهام إلى أوكرانيا مباشرة بعد الهجوم.

لكن ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نفى أي تورط لكييف. وكتب على منصة إكس قائلا إن «أوكرانيا لم تلجأ مطلقا إلى استخدام الأساليب الإرهابية. وكل شيء في هذه الحرب لن يتقرر إلا في ساحة المعركة».

واتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية موسكو باستغلال الهجوم لمحاولة إثارة الحماس لجهودها الحربية.

 

وعيد روسي

وتصاعدت نبرة الوعيد في الجانب الروسي على ألسنة عدد من القادة السياسيين، إذ قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إنه إذا ثبت تورط كييف في إطلاق نار بقاعة حفلات ومركز تسوق قرب العاصمة موسكو، فيجب قتل القادة الأوكرانيين المسؤولين عن الهجوم.

وقال ميدفيديف عبر منصة تلغرام مساء الجمعة «إذا ثبت أن هؤلاء، إرهابيون من نظام كييف، فمن المستحيل التعامل معهم ومع ملهميهم الأيديولوجيين بطريقة أخرى».

وهذا الموقف المتشكك من جانب موسكو، ليس الأول من نوعه، إذ تعرضت روسيا لهجمات سابقة منها استهداف مقر الرئاسة الروسية وقصف مركز عسكري في منطقة القرم. وجاءت الاتهامات الروسية لتحاصر الجانب الأوكراني.

قبل نحو عام، أكدت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن نظام كييف هو المسؤول عن الهجوم على قصر الكرملين في 3 مايو/ ايار 2023 بطائرات مسيرة.

وقال المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين، تعليقا على الهجوم آنذاك: «الإعلام الأميركي نقل عن السلطات الأميركية أنها تعتقد أن إحدى الفرق الخاصة الأوكرانية وراء هجوم الطائرات المسيرة على الكرملين.. لقد قلنا على الفور إن نظام كييف وراء هذا الهجوم».

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن تقييمات أجهزة مخابرات أميركية أن وحدة أوكرانية خاصة تابعة للجيش أو المخابرات قد تكون دبرت هجوما بطائرات مسيرة استهدف الكرملين.

ونفت أوكرانيا على لسان عدد من مسؤوليها تورطها في الهجوم على الكرملين، بينما تمسك الكرملين بأن كييف أطلقت المسيرات ردا على تدهور موقفها في الحرب مع روسيا.

وفي عام 2023 أيضا، تكرر الارتباك بعدما أكدت أوكرانيا أنها استهدفت مركز تدريب في شبه جزيرة القرم. لكن سرعان ما نفت كييف لاحقا مسؤولية جيشها عن الحادث.

في البداية، قال مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف «شنت عملية ناجحة في القرم المحتلة.. يخفي العدو حجم الأضرار وعدد الضحايا»، بحسب فرانس برس.

وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع أندريه يوسوف: «لم يعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكراني كيريل بودانوف عن تورط الاستخبارات في تفجيرات مستودع الروس في شبه جزيرة القرم».

وتأتي الشكوك الروسية هذه المرة بشأن دور أوكراني في الهجوم على قاعة الحفلات قرب العاصمة موسكو، في ظل صدمة روسية من حجم الخسارة البشرية بين المدنيين.

وقالت روسيا أمس إنها في «حالة حرب» بعدما كانت تقول إنها تنفذ عملية عسكرية في دونباس في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير/ شباط عام 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock