دين ومجتمع

صلاح قلبك مرتبط بسجودك بين يدي الله

بقلم -محمد الدكرورى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد يا معاشر المسلمين، اعلموا أن من أسباب صلاح القلوب هو كثرة الصلاة، فحقا إنها عجيبة هذه الصلاة، فهي راحة المؤمن، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” أرحنا بها يا بلال ” حيث إن صلاح قلبك مرتبط بسجودك بين يدي الله تعالي، وأقول لأولئك المقصرين في الصلاة، ارحموا قلوبكم من القسوة التي تحيط بها، فإن قلوبكم مظلمة فتعالوا إلى نور الصلاة، فإن الصلاة باب كبير لإنشراح للصدر.

وكما أن من أسباب صلاح القلوب هو زيارة المرضى، فإن زيارة المريض تجعل قلبك يرق وتزول عنه آثار القسوة والخيلاء، وإن المرضى يعيشون في حالة صحية حرجة، فهذا في العناية المركزة من عدة أشهر، وهذا في إعاقة دائمة بسبب حادث، وهذا فيه كسور وآخر فيه جروح، أما أنت فتتقلب في العافية، ألا تحمد الله على العافية ؟ فلماذا لا تشكر ربك على العافية وتلتزم بالأوامر التي أمرك الله بها، فإن النعم تدوم بالشكر، أو ما سمعت بقول الله تبارك وتعالى ” لئن شكرتكم لأزيدنكم ” وكما أن من أسباب صلاح القلوب هو تذكر الوقوف بين يدي الله تعالى حيث يقول سبحانه ” واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ” وما أعظمه يوم، وما أشد غفلتنا عنه حيث يقول تعالي ” إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ” فيا عباد الله، إن المؤمن يجب أن لايغفل عن يوم اللقاء مع الله.

والوقوف بين يديه حيث يقول تعالى ” وقفوهم إنهم مسئولون ” فماذا أعددنا لذلك اليوم؟ وأين قلوبنا القاسية عن لحظة الحساب الشديد بين يدي الله تعالى؟ فيا عباد الله قد حرص الإسلام حرصا شديدا على تأليف قلوب أبناء الأمة بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال تعالي ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ” بل إمتن على نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم، وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد، والحديث عن هذه القضية.

وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت إنشغل أكثر الناس بالظواهر وإستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب، والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام” رواه البخاري، فيا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة، فقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس، فقال “كل مخموم القلب صدوق اللسان” قالوا صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال “التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock