دين ومجتمع
صنع الله إبراهيم… رحيل قلم لم يساوم

القاهرة – نيفين صلاح
بهدوء يشبه صوته في الحوارات القليلة التي منحها، غادرنا اليوم الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا لا يُشبه سواه، وسيرة كاتب عاش حياته رافضًا للمساومة، وفيًّا لقلمه ولقناعاته.
توفي إبراهيم في أحد مستشفيات القاهرة بعد معاناة قصيرة مع التهاب رئوي حاد، بحسب ما أفادت مصادر مقربة من أسرته. وأعلنت وزارة الثقافة المصرية الحداد على “قامة استثنائية طبعت الرواية العربية المعاصرة بلغة صادمة وشفافة، ومواقف بقيت حرة رغم كل القيود”.
الروائي المولود عام 1937، لم يكن يومًا كاتبًا تقليديًا. من “تلك الرائحة” التي مُنعت لسنوات، إلى “اللجنة” و**”شرف”** و**”ذات”**، كتب صنع الله عن الدولة، والفساد، والجسد، والسياسة، والسجن، دون أن يخشى تبعات الاصطدام مع السلطة أو المجتمع.
في عام 2003، أثار جدلًا واسعًا برفضه جائزة الرواية العربية، معترضًا على رعاية الدولة لها. فعلٌ قليلون جرؤوا على اتخاذه في زمن الصمت.
في تصريح رسمي، نعى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الفقيد، مؤكدًا أن “أعماله ستظل مرآة حية للواقع المصري وتاريخًا مفتوحًا للقراءة النقدية”. كما وصفه وزير الثقافة بأنه “أحد أعمدة السرد العربي المعاصر”.
لم يكن صنع الله إبراهيم روائيًا فقط، بل وثائقيًا في قلب الرواية، مشتبكًا مع الصحافة والتاريخ، كأنه يُعيد كتابة الزمن بطريقة لا تخلو من الصدمة، ولكن أيضًا من الحب. حب الوطن، والإنسان، والحرية.
رحل صنع الله… وبقي السؤال الذي لم يتوقف عن طرحه في كل نص كتبه:
ماذا يعني أن تكون حرًا في وطنٍ يخشى الكلمة؟



