دين ومجتمع

ضرورة حسن الظن بالآخرين

بقلم -محمد الدكرورى

الحمد لله ذي الجلال الأكبر، عز في علاه فغلب وقهر، أحصى قطر المطر، وأوراق الشجر، وما في الأرحام من أنثى وذكر، خالق الخلق على أحسن الصور، ورازقهم على قدر، ومميتهم على صغر وشباب وكبر، أحمده حمدا يوافي إنعامه، ويكافئ مزيد كرمه الأوفر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من أناب وأبصر، وراقب ربه واستغفر، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الطاهر المطهّر، المختار من فهر ومضر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وذويه ما أقبل ليل وأدبر، وأضاء صبح وأسفر، وسلم تسليما كثيرا كثيرا ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن سبب مقولة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” هلا شققت عن قلبه ” في ضرورة حسن الظن بالآخرين.

وعدم الحكم على نواياهم وأعمالهم الظاهرية فلا أحد يعرف خفايا النفوس ومطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن لأحد أن يحكم على أحد من ظاهره بالخير أو الشر، من سيحاسب البشر وقلوبهم ونواياهم هو الله تعالى وحده، فلا تسيء الظن ولا تظلم ولا تتهم أحدا بسوء النية طالما لم تطلع على قلبه أو تعلم تماما ما كان يقصده أو ينويه، حتى لا تأثم على سوء ظنك واعلم أن حسن الظن مقدم على سوء الظن، فلا تظن بالناس إلا خيرا والله يتولى ما في قلوبهم إن كان خيرا أم شرا ولنقرأ مناسبة مقولة الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم “أشققت عن قلبه؟” وأسأل نفسك دائما هذا السؤال قبل أن تتخذ حكما متسرعا أو ظالما أو سيئا في حق أحد، فذكرت المصادر أن الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم سرية لتأديب أهل فدك وهي منطقة يهودية تقع شمال المدينة المنورة.

وعندما سمعوا بقدوم هذه السرية هربوا إلا رجلا إسمه مرداس بن ناهيك الذي سمعهم يهللون ويكبرون فنزل من ذلك الجبل وهو يكبر ويقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فقابله أسامة بن زيد رضي الله عنه بسيفه وقتله وبعد رجوعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وجده قد علم بذلك وحزن حزنا شديدا وهو يقول ” قتلوه قتلهم الله ” وأسامة يقول للرسول صلى الله عليه وسلم استغفر لي يا رسول الله فرد عليه صلى الله عليه وسلم بقوله ” قتلت رجلا يقول لا إله إلا الله، كيف إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله ” فقال أسامة يا رسول الله إنما تعوذ من القتل، فقال صلى الله عليه وسلم ” هلاّ شققت عن قلبه لتعلم أقالها خوفا أم لا؟” ولقد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن مجال العناية بالتربة، حيث أن للتربة كذلك دور مهم في العناية بالبيئة ولذلك دعا الإسلام إلى العناية بالتربة.

وشجع على ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من أحيا أرضا ميتة فهي له” والمراد بإحياء الموات التسبب للحياة النامية، وسميت التربة مواتا لبطلان الانتفاع بها، وإحياؤها كما ورد في حاشية ابن عابدين ببناء أو غرس أو سقي، وتبلغ العناية مبلغا آخر هو أن من حجر أرضا، أي منع غيره منها، بوضع علامة من حجر أو غيره، ثم أهملها ثلاث سنين، دفعت إلى غيره، وقبلها، هو أحق بها، وإن لم يملكها، لأنه إنما يملكها بالإحياء والتعمير، لا بمجرد التحجير، فاللهم وفق جنودنا ورجال أمننا وانصرهم يا رب العالمين، اللهم وفق علماءنا لكل خير، ووفق شبابنا وذرياتنا ونساءنا لما تحب وترضى، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وإتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رأفة ورحمة على عبادك المؤمنين، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللهم إنا نسألك إيمانا صادقا، ويقينا راسخا وتوبة نصوحا يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock