فن وثقافة

علاء مرسي يتصدر التريند العالمي في فضفضت أوي مع معتز التوني ويكشف أسرار البدايات

الكاتب والناقد الفني عمر ماهر

في رحلة فنية استثنائية امتدت عبر سنوات طويلة من الشغف والإصرار والمواقف التي تحمل الكثير من التفاصيل الإنسانية والفنية، أطل النجم الكبير علاء مرسي ضيفًا على برنامج فضفضت أوي الذي يقدمه الإعلامي معتز التوني، ليكشف أمام جمهوره كواليس لم تُروَ من قبل عن بداياته، وكيف تحولت أحلام طفل من مدينة دسوق إلى حقيقة جعلته اليوم يتصدر التريند العالمي ويصبح أيقونة فنية وإنسانية في آن واحد، فقد استعاد علاء ذكريات رحلته الأولى حين غادر دسوق في سن صغيرة متوجهًا إلى قلب القاهرة، وتحديدًا إلى شارع عماد الدين الذي كان بمثابة حلم لكل من يطمح إلى دخول عالم الفن، لكنه فوجئ بأن الواقع لم يكن كما تخيله، فلم يجد أمامه سوى الطبالين والعوالم، وهناك تلقى أول نصيحة من طبّال الراقصة الشهيرة سهير زكي بالذهاب إلى “قهوة التجارة” في باب الشعرية، حيث التقى الفنان الكبير شكوكو الذي ظنه في البداية لصًا، لتنتهي تلك المحاولة بالفشل ويعود خالي الوفاض إلى دسوق محملًا بالحلم نفسه وإن كان مجروحًا قليلًا.

وبروح متعطشة للفن، عاد علاء إلى والدته وأخبرها برغبته في أن يصبح ممثلًا، فلم يجد منها إلا التشجيع الصادق والنصيحة بأن يلتحق بقصر ثقافة دسوق، وهناك بدأت الشرارة الأولى، إذ شارك في عدد من المسرحيات وكان أول ظهور له إلى جانب الفنانة عارفة عبد الرسول القادمة من الإسكندرية للمشاركة في أحد الأعمال، ليشعر لأول مرة أن الطريق الذي رسمه في خياله بدأ يتشكل بخطوات صغيرة لكنها ثابتة، ثم جاءت تجربة أخرى حين عمل في مكتب المؤلف الكبير سمير عبد العظيم، مقدمًا الشاي والقهوة، لكنه في الوقت نفسه كان يراقب بعينيه المتقدتين كبار النجوم من أمثال عادل أدهم وفاتن حمامة وعادل إمام وسعيد صالح، وهناك تلقى نصيحة ذهبية من سمير عبد العظيم بأن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بعد انتهاء دراسته الثانوية، وهي النصيحة التي غيّرت مساره تمامًا.

لكن الطريق لم يكن ممهدًا، فقد روى علاء أنه التقى الفنان الكبير سعيد عبد الغني الذي دعاه للحضور إلى مسرح الريحاني، إلا أنه تعرض للطرد من أمام المسرح، وهو الموقف الذي كاد أن يطفئ حلمه، لولا أن الصدفة جمعته بالنجم العملاق فريد شوقي الذي منحه أول فرصة بالانضمام إلى المجاميع في مسرحية أخرجها السيد راضي، لتكون تلك اللحظة بمثابة الدفعة التي أعادته إلى مساره الصحيح، ومع ذلك لم تكن اختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية سهلة، إذ رسب في العام الأول، لكنه لم يستسلم وعاد في العام التالي لينجح ويبدأ مشواره الدراسي الذي امتد خمس سنوات بدلًا من أربع بعد سقوطه في أحد الأعوام، وهناك كوّن صداقات متينة مع علاء ولي الدين ومحمد هنيدي وعادل أديب، وهي صداقات امتدت إلى مشروعات طلابية بمعهد السينما، حيث عاشوا جميعًا حلمًا جماعيًا تحوّل لاحقًا إلى واقع فني يزين الشاشة المصرية والعربية.

لم يكتفِ علاء مرسي بالدراسة فقط، بل بدأ في تقديم عروض مسرحية لفتت الأنظار إليه داخل الوسط الفني، حتى جاءت اللحظة التي انتظرها، حين حصل على فرصة المشاركة في الجزء الرابع من المسلسل الأسطوري ليالي الحلمية بسبعة مشاهد فقط، لكنها كانت كفيلة بوضع اسمه على الخريطة الفنية والإعلان عن ميلاد نجم جديد قادم بقوة، ومن هنا انطلقت مسيرته التي تواصلت بأعمال وأدوار صنعت منه وجهًا مألوفًا ومحبوبًا لدى الجمهور.

لكن ما جعل ظهوره الأخير في برنامج فضفضت أوي حدثًا استثنائيًا لم يكن فقط في قوة الحكايات التي رواها، بل في الصدق الذي حملته كلماته، فقد تفاعل الجمهور مع حديثه وكأنهم يرون انعكاسًا لأحلامهم، مما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وجعل اسمه يتصدر التريند العالمي في ساعات قليلة، وتدفقت التعليقات من مختلف أنحاء العالم العربي، تصفه بالنجم القريب من القلب والفنان الحقيقي الذي لم تغيّره الأضواء، وانضم عدد من الفنانين والمبدعين للإشادة

بشجاعته في الحديث عن ماضيه وتجاربه القاسية، مؤكدين أن هذا الصدق هو سر خلوده في ذاكرة المشاهدين.

إن تصدر علاء مرسي للتريند لم يكن مجرد ضجة إعلامية عابرة، بل كان بمثابة اعتراف شعبي بقيمة فنية وإنسانية أصيلة، ورسالة جديدة لجيل الشباب أن الطريق إلى النجومية ليس سهلًا ولا سريعًا، بل مليء بالتحديات والمطبات التي يمكن تجاوزها فقط بالإصرار والإيمان، وهكذا تحوّلت حلقة واحدة من برنامج فضفضت أوي مع معتز التوني إلى وثيقة فنية وإنسانية تكشف بعمق كيف يُصنع النجم وكيف يحافظ على بريقه عبر السنين، وتؤكد أن الحلم لا يموت مهما كانت العقبات، وأن الفن الصادق يظل خالدًا جيلاً بعد جيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock