مقالات وآراء

“عندما يتحرك الضمير العالمي”

بقلم د-حكيمة جعدوني

في كلمة هزّت العروش، لأقوى إمرأة على مرّ العصور.

طرحت سؤالا أخلاقيا عميقا لم يجرؤ من الخوف على النطق به أحد بتاريخ 5 فيفري 2025 كما نشر في الجرائد العالمية في يوم 17 إلى 22 أوت 2025،

قلت فيه، فلسطين تنتصر.

ماذا لوكان الحل العادل للقضية الفلسطينية، إضراب عام على كل الأصعدة والدخول في فترة إعادة ضبط للحكومات الخائنة.

وأضفت

المعاملة بالمثل، « ماذا لو انتقم المسلمين من اليهود على أراضيهم، ردا على قتل اليهود للفلسطينيين على أرضهم، هل تكون هذه عدالة؟!».

هل يقابل القتل برد يعيد للفرد كرامته، أم أن العدالة تقوّم الواقع بالقيم التي ترفع الإنسان؟»

.. بعد سبعة أشهر من نشر تلك الكلمة، فتحت نافذة على مشهد عالمي وتحول حديثي إلى واقع حرفيآ؛ إنتفص اليوم أمام أعيننا في أوروبا.

الآن يجري المشهد باستثنائية واضحة وغير متوقعة؛ إضراب شامل ومظاهرات تاريخية في إيطاليا وفي كل دول أوروبا، تضامنا مع غزّة. المدن ضجّت فيها زحمة الشوارع تحت شعار «لنعطل كل شيء»، والآلاف خرجوا ليطلبوا وقف شحنات السلاح إلى إسرائيل، والاعتراف بدولة فلسطين كما فعلت دول أوروبية عديدة. هذا الامتحان الإنساني الصارخ يكشف عن وجع عالمي وضمير يتحرّك.

أمام محكمة العدل، يقف جدول الأمم المتّحدة وقد تغيّرت موازينه؛ وفود تخرج جماعات جماعات، وما يقارب ثمانين بالمئة من الدول الأعضاء تظهر موقفا يقرّ بالدولة الفلسطينية، ومن بينها غالبية دول القارة الأوروبية. هذا التحوّل؛ دليل على أن فلسطين تكسب حقّها الإنساني والأخلاقي وتنتزع حضورها القانوني والدبلوماسي.

حين يسقط القناع عن وجه الظالم، وتنعكس صورته على مرآة الواقع والحقيقة، لن يجد ما يواجه به العالم سوى صمت مفضوح، وذل يطارده في ذاكرة الشعوب والأمم. كيف له أن يقف أمام سخرية التاريخ، وقد خان الأمانة، وبدّل الحقائق، وتاجر بالكذب والنفاق؟

فأين الأعراب من كل هذا؟! ساحاتهم تنهشها مخالب الفراغ المتقع، إنعدام الحضور العملي؛ غياب تأثيرهم إلى فعل ملموس، وتضامنهم إنقطع عند كلمات تتلى دون أن تتبعها خطوات تقصم دابر الدعم العسكري والسياسي. الصوت الرفيع للضمير يطالب أفعالا ومن يختار الصمت أمام هذا المشهد يخسر فرصة تاريخية للوقوف في مأمن الكرامة والوفاء والإنسانية ككل.

من الذي بادر فعلا؟
من الذي رفع كفّه في إضراب يومي تضامنا مع فلسطين، ليُظهر موقفا غير عابر، أو يطرق جدران الصمت؟ من الذي طرد سفراء الباطل، وقطع حبال العلاقات المطبّعة، وفرض العقوبات التي تترك أثرا، وسعى إلى مقاضاة المتورطين في المحاكم الدولية؟

فلا تنخدعوا،
ولا تنتظروا من زانية أن تذود عن شرفها، ففاقد الشيء لا يعطيه.
ولا تنتظروا من يد ملطخة بالعار أن تعترف وتقرّ باغتصابها، أو تفصح عن جرمها المقرف.
من أراد المجد فليخض معركة الكرامة، فعلا لا قولا، إرادة لا ترديدا. ومن عرف مقامه؛ إما أن يراه البعض خائنا مزيفا بالكلام، أو عظيما يصوغ فعلا يليق بالإنسان والكرامة.

لا تنتظروا من الأم الفاجرة أن تربي ابنتها على العفّة والحشمة،
لا تنتظروا من طفل انتهك عرضه أن يكون رجلا مستقبلا،
ولا تنتظروا ممن فقدت عذريتها أن تكون امرأة شريفة،
لا تنتظروا من الشاذّ أن يحمي عرضه، فعرض عائلته مباح للقطيع،
لا تنتظروا من الرجل الحقيقي والصالح أن يتزوج ممن تدافع عمن زنى بها، حتى إفتض بكارتها وداس على كرامتها، و تنازلت له عن شرفها،
بل انتظروا من المحترمة أن تقف في وجه الزاني، و تعلن وضع الحدود،
بل انتظروا من الطاهرة رفضها للفجور، قبل أن ينزل سيف العدل على الرقاب.
بل انتظروا من النبيلة كيف ترعب الظالم، بصمودها الأسطوري في وجه كل مخططاته الفاشلة،
بل انتظروا من بنت الأصول كيف تزلزل الأرض والسماء على رؤوس الجبناء.
لا تنتظروا من الظالم أن يكون سندا للمظلوم، ولا تنتظروا من رخيس أن يتوشّح بالشجاعة عند الاحتمال.
لا تنتظروا من مجرم أن يكون مسالما… لا تنتظروا منهم شيئا!

ودليل أخر على أن الشعب الفلسطيني انتصر.

فعلى الدول التي تكنّ الولاء لفلسطين المظلومة، الآن واجب على شعوبهم الذين ينحازون إليها أن تمتد تكتلاتهم عبر أفعال حقيقية، تظهر التضامن عبر إضراب شامل، تحركات مدنية ومطالب واضحة تقطع كليا الدعم العسكري والسياسي لمنهج سياسة الظلم. فما يحدث في الساحات الإيطالية اليوم بمثابة مقدّمة لإلتزام عالمي أخلاقي.

الشعب الإيطالي تجرأ أخيرا واختار مواجهة حكومته، لدعسها المعايير الإنسانية، وتحليها بالإزدواجية والنفاق، وقال كلمة الحق في وجه الطغيان، وعلى انتفاضة الشعب أن تبارك بقوة.
الدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين كتبت مشهدا جديدا على الصفحة الدبلوماسية، وهرولة بعض القوى الكبرى للرد والدفاع عن سياسات قديمة باتت تفقد مصداقيتها، فبريطانيا التي تحرك أمريكا وفرنسا التي تحرك حلف الناتو.
سيتركون فلسطين حرّة ويرتحلون في الخفاء إلى دولة أخرى، فلسطين لم تعد الأرض الموعودة.

ولكن وسط هذا الزحام السياسي المهتز، يبرز سؤال محير! أين الأعراب؟ حكومات وشعوب، في حاضر يتزلزل فيه العالم سياسيا ودبلوماسيا؟

إن أهل الأرض المباركة ينتظرون موقفا فعليا وليس قولا رنانا. المجتمعات الأعرابية التي تتوهّم الحرية بينما تحيا عروة الانغماس في الملذات، تلك المجتمعات تسيّر مصائر شعوبها نحو الانقسام والهوان. المشهد الأعرابي أمام هذا الحدث يعكس حالة ثقافية ومجتمعية باتت تهدد جوهر الالتزام والكرامة، وكأنهم ليسوا هنا على هذا الكوكب، فقط منشغلون بمتعة الجنس المتشعب بتفرعاته!!؟

وبقلب جريء في أيام الحرب على الأرض المقدّسة، جسّدت موقفي بوضوح والرافض للقمع الدولي والدعم السياسي للآلة العسكرية المحتلّة. كانت لدي يقظة وبصيرة حاذقة ترى بأن التوازنات ستنقلب، وأن قوى الظلم ستفقد أوراقها كما تتساقط أوراق الخريف إبان هبوب الرياح.
امتلكت من الجرأة ما أوجه به، أصابع الإتهام نحو حكومات أمريكا وإسرائيل بظلمهما وأواجه جيوش الأعراب بخذلانهم وانحطاطهم. كان لدي ثقة بأن الأمور ستتغير قريبآ …
إسرائيل وأمريكا لم تعد القوة المطلقة في قيادة المشهد العالمي كما كان الكل يظن، فالأفكار تتبدّل، والضمائر تتحرّك في نهاية المطاف.

هذه هي إسرائيل التي كانت محببة للعالم كله، وأمريكا التي كانت كلمتها لا تكسر، ولكني قلت كل شيء سيتغيّر، وسنضرب لكم موعدا وفعلا لم أتردد في قول كلمة حق وأواجه كل هؤلاء. فصبرا جميلا،

📅 وفي مقال آخر لي بتاريخ 18 جويلية 2025، وصفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بألفاظ ساحقة كما لم يصفه بها أحدا من قبل، لا حاكم ولا عسكري ولا مخابراتي؛ حيث نعته بـ «النتن الأقرن، حامل عصا الشيطان، اليد القذرة، ودمية تحرك بمشيئة قوى خفية» تعابيري جاءت من عمق رؤية سياسية تحليلية تقرأ تكتيك المخطط وتقرّ بحجم المسؤوليات.

حيث قلت:
فما نشهده اليوم من مذبحة بطيئة بحق الفلسطينيين ما هو إلا ثمرة مباشرة لمخطط جهنمي تتزعمه أمريكا، وتخدمها فيه أذرعها “المتواطئين بالصمت” من الأعراب المنافقين، مع أولئك الذين يشكّلون “اللوبي المؤيد” لنظام الإرهاب الدولي، حلف الناتو الأطلسي الذين ارتضوا الاصطفاف خلف المشروع الصهيوني الأممي، بقيادة “النتن الأقرن” حامل عصا الشيطان، اليد الخفية التي تحرّكها واشنطن حيث شاءت. زعيم بلا ضمير لا يتردد، بينما هم يحركونه كالحيوان الأليف..

ما يحصل اليوم من قتل ومأساة إنسانية هو وليد مشروع لوبي انسلّ عبر أجهزة دولية، بدعم سياسيّ وصمت مخيف من حكومات المنطقة، ومن الحلفاء، أُطلق تحت شعارات مزيفة. حلف دولي ممنهج يجر خلفه مشروع إرهابي دولي، يسوق للعنف باسم الأمن، وتلك الخطى أعادت تشكيل وجه النظام العالمي.

لم أخشى أحد، بل وجهت القول إلى من ساهم في صناعة هذا المشهد من أصحاب القرار، كمنظمات السلاح، والجهات السياسية التي أمدت ماكينة العنف بمبررات سياسية. كلمتها لم تسلم منها حتى حكومة أمريكا حيث وصفتها بأنها “الراعي الرسمي للإرهاب العالمي”، وأن “أمريكا هي رسول الشيطان”
فحتى قادة الجيوش المدججون بالأسلحة وزعماء الحكومات لم يستطيعوا أن يقولوا عن نتنياهو، أنت ظالم. لم يفعلوا ..وأما كلامي فكان سوط عذاب.

✅ “أمريكا التي لطالما تزينت بشعارات الديمقراطية، انتزع كرها أخيرا قناعها، وكشف عن وجهها الأقبح، أنها الداعم الأول للإرهاب العالمي، تمسح جرائمها في أكمام الدول التي ترفض الانصياع لسياساتها الاستبدادية.”
نعم، أمريكا هي المرض، والنتن هو الموت.

إن ساعة الحساب ليست وعدا مؤجلا، بل هي لحظة تقوم فيها الحقيقة مع جلادها، لتعلن على الأرض سلطانها، مدعومة بثبات أولئك الذين حملوا الكرامة راية لا تنكس. وريثما تحين تلك الساعة، لن يبقى للظالم سوى أن يتلقى إحتقار الجماهير، كإهانة شخصية وكحكم تاريخي أبدي، يكتبه الشعب بمداد الغضب والرفض.

أما الذين ظلموا، وكذبوا، وشوهت أصواتهم في الأمس، فإن التاريخ نفسه سيعيد إليهم حقهم اليوم. سيقف العالم ليشهد أن كلامهم كان الحقيقة، وأن الصدق الذي أهين قد انتصر أخيرا.

وهكذا.. تتجلّى اللحظة السياسية العظيمة،
سقوط الباطل أمام سلطان الحق، وانتصار الكرامة على الخيانة، وتحرير ذاكرة الأمم من نفاق الطغاة.

وأضفت، على المسلمين في أنحاء العالم أن يتحركوا وها هم بدأوا يستجيبون،
أن تعترف الدولة العظمى بفلسطين التي ظلمت، معناها أنها ستستقلّ مباشرة وتلك هي بوادر نهاية الحرب.
الدعوة الآن واضحة: تحرك مدني، تضامن أخلاقيّ، سحب الغطاء السياسي عن أدوات القتل، ورفع راية العدالة.
كفّ الإنسانية يرتفع حين يتصرف الناس من منطلق قيم تطالب بإنصاف المظلوم.
فلسطين في قلب الشعوب المستيقظة، تنتصر حين نحوّل ألمها إلى مناصرة مدنية، وإرادة سياسية، وضمير عالمي لا يقف على مقاعد المتفرجين فقط.
العالم يئن من وحشية منظمة، قائمة على ما تفعله اسرائيل الظالمة، التي توزع القتال على جبهات متعددة، فلسطين، سوريا، العراق… فمشهد العدوان لا يتحمله الوجدان الإنساني، لتتحرك الشعوب الأوروبية بدافع رحمة لا تخفيها شوارعها ومظاهراتها.

الدول الأعرابية دخلت جبّ الإغراءات التي باعها وصاغها لهم المشروع الصهيوني، ففتحت أمامها أبواب الشهوات والملذّات المموّهة، على أنها حرية مطلقة وإن ممارسة رذيلة الجنس تقدّم، كما أباحوا لهم كل ما له علاقة بالحرام،
بينما في المقابل أخذ الصهاينة، منهم أرضهم وعرضهم وأموالهم، ثم رفعوا لهم شعار “الله غفور” وهل يغفر لمن زنى بأمه وابنته ومن قتل وسحر وإرتشى وزوّر وتعاطى ووو… !!؟؟؟
يغطون على خيباتهم وخياناتهم، وكأن المغفرة من حق من حوّل المحرمات إلى قانون، ولمن استبدل الكرامة بصفقة، والوطن بفتات.

مثل الأعراب والصهاينة، كمثل الزانية والزاني، مشهدان ووجهان لعملة واحدة على مسرح الجريمة،
الزانية تأخذ المال والزاني يحضى بالمتعة فيحتلان مكانة الشيطان.
إنها مهزلة حقيقية تؤرخ على صفائح التاريخ؛ كيف بأناس يولدون مشركون عراة، أن يحتجوا ويقفوا مع الإنسانية وأصقاع أعرابية مسلمون لا يحركون ساكنا، ثم يقدمون الكلام الفارغ، كوصية على باب الجنٌة،

فلمن أعد الله جهنم إذا؟!!!.

https://www.facebook.com/share/v/19DVrvkDu6/

https://www.facebook.com/share/r/17BhMLmB17/

https://www.facebook.com/share/v/163UEEuapH/

https://www.facebook.com/share/r/16GEwt7Gww/

https://www.facebook.com/share/r/14M7tSGtnJP/
https://www.facebook.com/share/r/1BPm7QmRCD/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock