
متابعة أشرف ماهر ضلع
أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية “كولوسال بيوساينسز” عن حدث غير مسبوق في عالم الأحياء:
إحياء نوع منقرض من الذئاب يعود إلى ما قبل التاريخ،
يُعرف بـ”الذئب الرهيب”، الذي كان يجوب أميركا الشمالية خلال العصر الجليدي.
في مشهد يبدو مأخوذًا من أفلام الخيال العلمي،
وقد أثار هذا الإنجاز ضجة واسعة عبر الإنترنت،
خاصة أن الذئب الرهيب كان قد حظي بشهرة كبيرة بعد ظهوره في مسلسل “صراع العروش”،
مما أضفى على الخبر طابعًا من الإثارة والدهشة.
إنجاز علمي غير مسبوق
الشركة، التي تتخذ من دالاس مقرًا لها،
أعلنت أنها أنتجت ثلاثة جراء رمادية معدّلة وراثيًا باستخدام تسلسلات وراثية
متطورة، وبمساعدة أمهات كلاب بديلة.
وقد أكدت أن العملية شملت فقط 20 تعديلاً جينيًا دقيقًا ضمن أكثر من 2.5 مليار زوج قاعدي.
مات جيمس، كبير مسؤولي الحيوانات بالشركة، صرّح لصحيفة نيويورك تايمز
قائلاً: “عندما رأيت فراءها الأبيض لحظة الولادة، علمت أننا نجحنا”.
تساؤلات وشكوك علمية
لكن، كما هو الحال مع أي إنجاز ثوري، لم يسلم الحدث من الانتقادات.
جيريمي أوستن، مدير المركز الأسترالي للحمض النووي القديم، أشار إلى أن ما حدث ليس إحياءً دقيقًا للذئب الرهيب،
بل مجرد ذئب رمادي معدّل ليُشبهه، معتبرًا أن الحكم على نجاح المشروع لا يمكن أن يكون شكليًا فقط.
وأضاف أوستن: “حتى لو بدا الجرو شبيهًا بالذئب الرهيب، فإننا لا نستطيع الجزم بمدى دقة هذا التمثيل استنادًا فقط إلى الأحافير”. كما تساءل عن أثر هذه الكائنات على البيئة المعاصرة، قائلاً: “هل هذا حقًا موطنه البيئي؟ أم أننا نُهدد توازن الطبيعة بكائنات تعود من الماضي؟”
نقلة علمية أم مخاطرة بيئية؟
بين الحماس العلمي والتشكيك البيئي، تبقى الحقيقة أن البشرية تقف على أعتاب عصر جديد؛ حيث ما كان منقرضًا قد يعود، وما ظنناه مستحيلاً، بات ممكنًا. لكن السؤال الأهم الذي يبقى مطروحًا: هل نحن مستعدون فعلاً للتعامل مع الماضي حين يعود؟.