فيفى سعيد محمود
في يوم هادئ، كانت “ليلى” تجلس في غرفتها الصغيرة التي تحيطها جدران مليئة بالأدوية منذ سنوات، كانت هذه الغرفة هي ملجأها الوحيد من ألم دائم ووحدة باتت جزءًا من حياتها.
الأدوية كانت جزءًا لا يتجزأ من يومها، وكل يوم كان يشبه سابقه، خالٍ من الأمل أو الفرح.
في يوم ما وبينما كانت نافذتها نصف مفتوحة على العالم الخارجي، سمعت صوت موسيقى خافتة تأتي من الشارع الخلفى .
تقدمت بخطوات مترددة نحو النافذة، فرأت شابا يجلس على دراجة نارية، يعزف على جيتار صغير ويبدو مفعما بالحياة والأمل، وكأنه ينتمي لعالم لم يعد جزءًا من حياتها.
ابتسمت ابتسامة خافتة، ولأول مرة شعرت برغبة في أن تعرف المزيد عن هذا الغريب.
و في الأيام التالية، كان يأتي كل مساء، يعزف ويلقي بنظرات عابرة نحو نافذتها. شيئًا فشيئا، بدأ الاثنان يتبادلان الابتسامات، ووجدت ليلى نفسها تتحدث معه في إحدى الأمسيات، وهي لم تعتد الحديث مع أحد منذ زمن.
“آدم” شغوفًا بالحياة، رغم ما مر به من صعوبات أخبرها عن أحلامه وطموحاته، وعن إيمانه بأن الحياة تقدم دوما فرصة جديدة، مهما كانت الظروف.
بمرور الأيام، بدأت ليلى تشعر بتغير داخلي، كأن نبضات قلبها بدأت تستعيد وتيرتها.
شيئًا فشيئا، وجدت ليلى نفسها تخرج من عزلتها، تستمع للموسيقى، وتبدأ في الحديث عن مخاوفها وأحلامها.
كان آدم فارسا لا يلبس درعا ولا يمتطي جواد ، لكنه منحها الأمل والشجاعة لمواجهة حياتها من جديد.
مع مرور الوقت، تحولت صداقتهما إلى قصة حب جميلة. جعلها آدم ترى العالم بعينين جديدتين، وعلمها أن الحياة تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها.
أخيرًا، فتحت ليلى نافذتها على مصراعيها، وخرجت من غرفتها، تاركة خلفها جدران الألم والعزلة، ممسكة بيد آدم، لتبدأ حياة جديدة مليئة بالأمل والحب.