
كتب أشرف ماهر ضلع
تعد مراكز الشباب حجر الأساس في بناء جيل واعٍ ومثقف وقادر على مواجهة تحديات المستقبل، إذ تمثل تلك المراكز بيئة خصبة لتنمية مواهب الشباب وصقل مهاراتهم في شتى المجالات الرياضية، الثقافية، والتعليمية. إلا أن انتشار الفساد داخل بعض مجالس إدارات مراكز الشباب أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا لتحقيق هذه الأهداف، مما يعرقل مسيرة الشباب ويحول دون تقديم الخدمات اللازمة لهم.
سوء توزيع الموارد
في العديد من الحالات، يُلاحظ أن بعض إدارات مراكز الشباب تتجه نحو سوء استغلال الموارد المالية المخصصة لتلك المراكز، إذ تُصرف الأموال على مشروعات وهمية أو غير مجدية. وقد تذهب هذه الأموال في بعض الأحيان لتحقيق مصالح شخصية لأعضاء مجالس الإدارة، بدلًا من تخصيصها للأنشطة والبرامج التي تخدم الشباب وتساهم في تطوير المجتمع. هذا النوع من الفساد يؤدي إلى فقدان الثقة في تلك المؤسسات التي وُجدت لتكون سندًا للشباب.
التعيينات غير المستحقة والمحسوبية
يتضمن الفساد الإداري في مراكز الشباب أيضًا توظيف أفراد غير مؤهلين أو تعيين أقارب ومعارف أعضاء مجلس الإدارة في مناصب حيوية، مما يؤدي إلى تدهور مستوى الخدمة وتراجع جودة الأنشطة المقدمة. إن اختيار كوادر غير كفوءة يؤثر على الأداء العام للمركز ويضعف من فرص تطور المراكز، خاصة عندما يكون هناك شباب مؤهلون أكثر كفاءة يُستبعدون دون وجه حق.
غياب الشفافية في إدارة الأنشطة
يشكو عدد من الشباب من غياب الشفافية في كيفية إدارة برامج وميزانية مراكز الشباب، حيث لا تتوفر المعلومات الكافية حول كيفية صرف الأموال أو أهداف البرامج والأنشطة المقدمة. هذا التعتيم يخلق بيئة خصبة للفساد، ويعوق التواصل الفعّال بين إدارة المراكز وأعضائها، مما يفقد الشباب الثقة في المؤسسة ويجعلهم يشعرون بالإقصاء.
استغلال السلطة لأغراض شخصية أو سياسية
تشهد بعض مراكز الشباب استغلالًا واضحًا للسلطة، حيث يتم استخدام موارد المركز أو أنشطته لتحقيق مصالح شخصية أو تلميع صورة معينة بغرض استغلال النفوذ أو الوصول إلى مناصب عليا، في حين يتم تجاهل احتياجات الشباب ومتطلباتهم. هذا الاستغلال يبعد المؤسسة عن دورها الأساسي كجهة خدمية تنموية، ويحولها إلى أداة لتحقيق طموحات فئوية وشخصية.
إهمال الأنشطة الهادفة
إهمال الفعاليات الهادفة وتفضيل الأنشطة الترفيهية غير المجدية على حساب الأنشطة التعليمية والرياضية والثقافية يعتبر أحد أبرز أوجه الفساد في هذه المراكز. إن إقصاء الأنشطة التي تساعد الشباب على تنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم واستبدالها بفعاليات سطحية لا يساهم في تحقيق الهدف الرئيسي لتأسيس هذه المراكز.
نحو حل جذري
لا يمكن التغاضي عن دور الجهات الرقابية في مواجهة هذه الظاهرة التي تنعكس سلبًا على مستقبل الشباب والمجتمع. يجب تطبيق آليات رقابة صارمة ومحاسبة الفاسدين، بالإضافة إلى تفعيل الشفافية في كافة جوانب إدارة مراكز الشباب، وتوجيه الموارد نحو الأنشطة المفيدة والهادفة التي تسهم في تعزيز دور الشباب في المجتمع.
تظل مراكز الشباب الأمل الذي يتطلع إليه الشباب كمنبر يحقق لهم طموحاتهم ويساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم، ومن هنا تأتي أهمية تطهير تلك المراكز من أوجه الفساد وضمان إدارتها بأسلوب شفاف ونزيه، ليصبح شعارها الدائم: خدمة الشباب أولًا وأخيرًا.