فن وثقافة
فوق فوق… أنشودة الفرح المتمرّد بصوت إيوان: رحلة بين الإيقاع والحرية

تقرير خاص من القاهرة
الناقد الفني عمر ماهر
في زمنٍ يتثاقل فيه الليل على الأرواح، وتتشابك الهموم كخيوط عنكبوت تحاصر أحلام الناس، يولد لحن مختلف كأنه طائر خرج من قفصه ليحلّق عاليًا فوق سماء مثقلة بالعتمة. “فوق فوق” ما كانت مجرّد أغنية عابرة بين قوائم التشغيل، بل بدت كشرارة كهربائية اخترقت صمتًا طويلاً وأيقظت في القلوب عطشًا قديمًا للفرح. هناك شيء يشبه المعجزة حين يتلاقى صوت إيوان مع كلمات متمرّدة ولحن نابض بالحياة: فجأة تتحوّل الأغنية إلى مساحة حرّة، إلى وطنٍ مؤقّت يحمل اسم السهرة، يحمل ضحكة الأصدقاء، يحمل خطوة الراقصين وإيدين مرفوعة للسماء.
هي مش بس أغنية، هي تمرّد على مفهوم الانتظار، لأن “فوق فوق” بتقول للناس: ما في داعي تنطروا الفرح يجيكم من برّا، الفرح بيتخلّق هون، بين الكلمة واللحن والجسد اللي بيرقص من غير ما يسأل. الأغنية كأنها بتشيلنا من أرض مثقلة وتفردلنا جناحين، بتذكّرنا إنو الحياة قصيرة، إنو مافي شي بيدوم، وإنو اللحظة إذا ما عشناها هلّق رح تذوب وتروح. وإيوان، بعقلو الفني وذكاؤه التسويقي، قدر يحوّل هالعمل لأنشودة جيل بكامله: جيل ما بقا عندو صبر على الهموم، جيل بيرفع إيديه مش ليستسلم، بل ليعلن إنو بعدو موجود، وإنو قادر يحلم ويغني ولو على أنقاض.
“فوق فوق” بتبلّش كسهرة، بس بتصير ثورة صغيرة جوّا كل مستمع. ثورة ضد الكآبة، ضد القهر، ضد العجز. كأنها بتقول: انسَ الزعل، انسَ مبارح، خلّيك بهالليلة، خلّيك بهالضحكة. هون المعنى الأعمق: إنو الفرح مش هروب، بل مقاومة. ومن هون، بتصير الأغنية رسالة، وبتصير أكتر من لحن… بتصير قصيدة حرة مكتوبة على إيقاع الطبول، قصيدة بيردّدها الشارع والمسرح والذاكرة.
١- شو سرّ عنوان الأغنية “فوق فوق” وكيف بيتحوّل لشعار؟
العنوان بحد ذاتو بيحمل طاقة مضاعفة، كلمة “فوق” مرتبطة دايمًا بالعلو، بالتحرر، وبالمكان اللي ما بيطالو الحزن. إيوان اختارها بسيطة وراحتها عالمياً، لأن المستمع مش بحاجة يفكّر، أول ما يسمعها بيرفع إيديه تلقائياً. والتكرار ٣ مرّات مش صدفة، هيدا بيعطي قوة نفسية متل الصرخة، بيتحوّل لشعار شبابي بيتردّد بالسهرات والمهرجانات، وبيخلق عند الناس ارتباط شعوري إنو الغنية مش بس موسيقى، هي فعل جماعي متل النشيد. وبهالطريقة بيصير العنوان بحد ذاتو ماركة، أوسع من مجرد كلمة، وبيعكس فلسفة الحرية.
٢- كيف الأغنية بتعكس شخصية إيوان الفنية؟
إيوان من بداياته معروف إنو عندو جرأة بالموسيقى، ما بيلتزم بالإطار التقليدي وبس، بل بيحب يمزج بين الشرقي والعالمي. شخصية “فوق فوق” هي صورة مكبّرة عن إيوان نفسه، إنسان بيحب الحياة، عندو نزعة تمرّد على الروتين، بس كمان عندو وعي كيف يلمس المستمع. الأغنية مش فردية، ما بتقول “أنا”، بتقول “نحنا”، وهيدا بيعكس شخصية إيوان اللي بيشوف حالو مش نجم بعيد، بل واحد من الناس، بيشاركهم لحظة الفرح.
٣- ليش الأغنية عم تتصدّر بسرعة البرق بالترند؟
السرّ مش بس باللحن ولا بالكلام، بل بالحالة اللي بتنخلق. الأغنية من أول لحظة بتحط المستمع بجو حفلة حقيقية، ما بقى يضلّ عالق بمكانو، بينجرّ تلقائيًا يرقص أو يغنّي. ومع السوشال ميديا، خصوصًا الـ”ريلز” و”تيك توك”، أي جملة قابلة للتكرار والرقص بتتحوّل لظاهرة. “فوق فوق” عندها كل هالمقومات، فيها إيقاع سريع، كلمات سهلة الحفظ، وروح جماعية، وهيدا بيخليها تتغلغل بشكل عفوي بين الناس وتحتل المراتب الأولى.
٤- بأي شي بتتميز “فوق فوق” عن باقي أغاني الصيف؟
معظم أغاني الصيف بتركّز على اللحن الراقص بس، بينما هون في مزج بين الفكرة الفلسفية والفرح. “الدنيي رح منعيشا مرة” جملة وجودية عميقة، بس معمولة بإطار غنائي خفيف. هيدا التناقض بيخلق تميّز، لأن الأغنية مش سطحية رغم بساطتها. كمان، إيوان قدر يحط لمسة لبنانية واضحة من خلال الإيقاع واللغة، ودمجها بعناصر عالمية، فخلّى الغنية تقدر تعيش بين بيروت، دبي، القاهرة وحتى برلين.
٥- شو المعنى النفسي لعبارة “لا ما بدنا الليلة نروق”؟
هيدي مش بس جملة، هيدا تحدي للعالم. ببلد مليان ضغوطات وأزمات متل لبنان، كلمة “نروق” بترمز للاستسلام. إيوان عم يقول: “اليوم لأ، اليوم رح نتمرّد، رح نضحك، رح نعيش رغماً عن كل شي”. من الناحية النفسية، المستمع بيحس إنو عندو الحق يرفض الحزن لليلة وحدة على الأقل. هيدي الجملة بتحوّل الغنية لعلاج جماعي، كل شخص بيغنيها بيشعر إنو استعاد تحكّمو بفرحو.
٦- كيف الأغنية عم تلامس الجيل الجديد؟
الجيل الجديد بدّو شي مباشر، سريع، ما بيحب الفلسفة الثقيلة. “فوق فوق” بتحكي بلغتن: كلمات بسيطة، إيقاع عالمي، وفكرة بتحاكي حياتن اليومية. الجملة “عيشوا اللحظة يوم بيوم” هي صلب ثقافة الجيل الجديد اللي بيركّز على اللحظة وما بيخطط كتير للمستقبل. وهون الأغنية عم تلبّي حاجتن وتأكدلن إنو طريقة عيشن مش غلط.
٧- هل في صلة بين الأغنية والروح اللبنانية القديمة؟
طبعًا، لأنو الأغنية مبنية على فكرة الفرح الجماعي، وهي ميزة أساسية بالتراث اللبناني. متل ما كانت أغاني الرحابنة وأغاني السهرات الشعبية تجمع الناس، “فوق فوق” بتكمل هالخط، بس بلبوس جديد. فينا نقول إنو الأغنية معاصرة جدًا بس بتحمل بصمة قديمة بالروح، وهيدا اللي بيعطيها أصالة.
٨- شو العلاقة بين إيوان والجمهور من خلال هالأغنية؟
الأغنية مش من فنان بيغني لحالو وبيخلي الناس يتفرجوا، هي عمل بينادي الجمهور ليكون شريك. “كلنا كلنا يلا كلنا” كأنها دعوة مباشرة للجمهور يغني، يشارك، يرفع إيديه. إيوان هون عم يذوب الحدود بين المسرح والجمهور، عم يحط حالو بينن، وهيدا اللي بيخلي الجمهور يحس بالانتماء لإلو أكتر.
٩- كيف إيوان عم يستخدم شخصية الأغنية ليحكي عن حالو؟
الأغنية ما بتحكي عن حكاية شخصية أو عن حب تقليدي، بتحكي عن حالة، عن شخصية جماعية. بس إذا قرينا بين السطور، منشوف إنو إيوان عم يحكي عن فلسفة حياتو هو: ما بده يرضى بالروتين، بيحب يعيش ويضحك، وبيحب يخلق عالم موازي بعيد عن المشاكل. الشخصية اللي بتحكي عنها الأغنية هي انعكاس داخلي لشخصيتو كفنان بيشوف حالو صانع فرح مش بس مغني.
١٠- شو بيميز “فوق فوق” عن الأعمال السابقة لإيوان؟
إيوان عمل أغاني رومانسية ودرامية قبل، بس هون قرّر يروح للجرأة المطلقة. هيدا مش بس تغيير ستايل، هو مغامرة محسوبة. الأغنية أسرع، أجرأ، وأوسع أفق، لأنه ما عم يستهدف جمهور محدود، بل عم يحاول يوصل للعالم كلو. وبهالمعنى، ممكن نقول “فوق فوق” عمل مفصلي بمسيرتو.
١١- شو تأثير التكرار الموسيقي والكورال؟
التكرار عنصر أساسي بالغنية، وبيشتغل متل التنويم الإيجابي. لما تسمع “فوق فوق” أو “شوق شوق” مرات عدة، دماغك بيتبرمج عليها. الكورال بيكمل هالشي، لأنه بيحوّل الكلام من فردي لجماعي، كأنها مظاهرة فرح. وهيدا بيخلي الأغنية تعيش أطول، لأن الناس بيتعلّقوا بجمل قصيرة بتضلّ تدندن براسهن.
١٢- كيف نفسّر جملة “ما في فرق الليلة عنا”؟
هيدي جملة ثورية بحد ذاتها. عم تقول إنو الليلة، ولو ليلة، بتسقط كل الفوارق الاجتماعية والسياسية. الغني والفقير، المرأة والرجل، المشهور والمجهول، الكل متساوي تحت راية الفرح. هيدا خطاب متل الحلم، بس بيعمل أثر نفسي رهيب، لأن المستمع بيصدق للحظة إنو في عالم ممكن يكون فيه مساواة حقيقية.
١٣- شو بتعني عبارة “إلنا الفرحة اللي فيها حلمنا”؟
هي مش بس جملة عاطفية، هي إعلان ملكية. كأنو الأغنية عم تقول: “الفرح مش رفاهية بتنعطى للبعض، الفرحة حقنا كلنا”. وبهالمعنى، هي ثورة صغيرة على الواقع اللي دايمًا بيحرم الناس من أبسط حقوقن. بتحس كأنها بتعطي المستمع إذن يمتلك لحظتو الخاصة ويعيشن.
١٤- بأي شكل الأغنية بتعكس السهر اللبناني؟
لبنان معروف إنو بيعيش الليل متل النهار. الأغنية متل صورة بانورامية عن هالواقع: ناس عم ترقص، قمر بالسما، ضحك، موسيقى. كل عنصر بيظهر بالأغنية موجود فعليًا بثقافة السهر اللبنانية. الأغنية بتحوّل صورة بيروت الليلية لشريط صوتي يقدر أي شخص بالعالم يتخيله.
١٥- ليش تكرار كلمة “شوق” إلو معنى عميق؟
الشوق مش هون شوق لعاشق، بل شوق للحياة. لما الكلمة تنعاد، كأنها بتعكس جوع داخلي للفرح، عطش للحرية. والتكرار بيعمل تصعيد شعوري، بيخلّي المستمع يحس إنو في شي أكبر منو عم يناديه.
١٦- كيف الأغنية بتعيد تعريف الفرح بهالزمن؟
الفرح اليوم بطل متل قبل، ما بقا شي بسيط، صار أصعب يتحقق بظل كل الأزمات. “فوق فوق” عم تعيد تعريف الفرح إنو مش مرتبط بالظروف الخارجية، بل هو قرار داخلي. بمجرد ما الناس يقرروا يغنوا ويضحكوا، صار في فرح، حتى لو الواقع سوداوي. هون الأغنية بتاخد شكل تمرّد على المفهوم التقليدي للسعادة، وبتقول إنو “الفرح صناعة فردية وجماعية”.
١٧- شو دور الإيقاع السريع بالانتشار؟
الإيقاع السريع بيتماشى مع عصر السرعة. المستمع اليوم ما عندو صبر لأغنية بطيئة أو طويلة، بدو شي يلتقط انتباهه بأول ثواني. وهون، “فوق فوق” بتدخل دغري بالمود، ما بتترك مجال للتفكير، الإيقاع بيشدّك غصب. وهيدا سرّ وصولها لكل المنصات بسهولة، لأنها بتتناسب مع الفيديوهات القصيرة والسهرات بنفس الوقت.
١٨- كيف ممكن نعتبر الأغنية ردّ على الهموم اللبنانية؟
لبنان محمّل هموم، من الاقتصاد للسياسة للكهرباء. الأغنية كأنها عم تقول: “انسى كل شي الليلة”. الجملة “انسوا الزعل على شو الهموم” هي رد مباشر على الجو العام. مش بس هيك، هي مش مجرّد نصيحة، بل تحدي: بتعرف إنو في هموم، بس بتقرر ما تخلّيها تسيطر. وهيدي بحد ذاتها ثورة صغيرة ببلد متل لبنان.
١٩- هل ممكن تتحوّل الأغنية لصرخة جيل؟
أكيد، لأن الأجيال الجديدة بدها موسيقى تعكس تمردها. “فوق فوق” فيها كل عناصر الصرخة: كلمات بسيطة، موسيقى قوية، وإحساس جماعي. إذا الأغنية استمرّت بالانتشار، رح تتحوّل لرمز للجيل اللي بيقول: “ما بدنا نروق”. هيدي الجملة لحالها كافية تكون شعار ثورة شبابية، بس بهالمرة ثورة بالفرح مش بالسياسة.
٢٠- كيف النص بيمزج بين العفوية والعمق؟
السطح بيقول إنو الأغنية عفوية، بس إذا فتشنا شوي منكتشف إنو النص فيه عمق وجودي. “معروفة الحياة شو سرّا” جملة فلسفية بحتة، بس محطوطة ضمن إطار بسيط وخفيف. هون بتظهر براعة الكاتب والمغني: بيعطوك حكمة عميقة من غير ما يحسّسو المستمع إنو عم يوعظوه.
٢١- شو بتميّز “فوق فوق” كأغنية جماهيرية عن أغاني الرومانسية التقليدية؟
أغاني الحب بتحكي عن ثنائي أو مشاعر خاصة. أما “فوق فوق”، فهي أغنية جماهيرية بتوحّد الناس. الكل فيها بطل الأغنية، ما في حصر للقصة بشخصين. وهيدا بيسمح لإلها تكون أنشودة للكل، مش بس أغنية شخصية.
٢٢- كيف التوزيع الموسيقي عم يخدم الحالة؟
وسائل التوزيع بالأغنية بتخلق جو ملهب: في آلات إلكترونية، إيقاعات راقصة، ومؤثرات صوتية بتذكّر بالمهرجانات العالمية. هيدا بيعطيها قابلية إنها تنسمع بالنوادي والسهرات، بس كمان فيها لمسة شرقية بتخلّيها ما تفقد هويتها اللبنانية. التوزيع هو العمود الفقري اللي بيربط النص باللحن.
٢٣- كيف الأغنية بتترجم فكرة “عيش اللحظة”؟
العالم اليوم مهووس بالماضي والمستقبل، وبيضيّع الحاضر. “فوق فوق” عم تقول: “انسَ، عيش اللحظة، ما في شي بيدوم”. الجملة بتجي متل تذكير علاجي، بتسحب المستمع من قلقو وبتحطّو بمكان حاضر. وبهالمعنى، الأغنية بتقدّم علاج نفسي موسيقي.
٢٤- شو الرمزية بالقمر والسهر؟
القمر دايمًا رمز للرومانسية والحرية. الأغنية لما بتقول “نحنا وقمرنا بالسهرة”، كأنها عم تقول: الفرح مش ناقصو شي، حتى القمر شريك فيه. هيدي صورة شعرية قوية، بتعطي الأغنية بعد جمالي، وبتحوّل السهرة لشبه أسطورة.
٢٥- كيف الأغنية بتخاطب الجسد مش بس العقل؟
إيقاعها بيخلّي الجسم يتحرّك تلقائيًا، قبل ما الدماغ يستوعب المعنى. المستمع ما بيبقى ساكن، الإيقاع بيحرض على الرقص، على رفع الإيدين، على التمايل. هيدا بيحوّل الأغنية من نص مسموع لتجربة جسدية كاملة.
٢٦- هل “فوق فوق” أغنية هروب من الواقع؟
ممكن نعتبرها هروب، بس مش بالمعنى السلبي. هي هروب علاجي، أشبه بالفسحة. الأغنية بتفتح نافذة صغيرة من الفرح بوسط عالم خانق. هيدا النوع من “الهروب” مش ضعف، بل قوة، لأنه بيعطيك طاقة ترجع تواجه حياتك.
٢٧- شو موقع الأغنية بالخط الغنائي اللبناني اليوم؟
الخط اللبناني المعاصر فيه رومانسية، وفيه دراما، وفيه كتير تقليد للستايل الغربي. “فوق فوق” بتجي تعمل دمج: هي لبنانية بالروح، عالمية بالإيقاع، جماهيرية بالطرح. بهيك، بتخلق لنفسها مكان فريد بالساحة.
٢٨- كيف ممكن توصف تأثيرها بالمهرجانات الصيفية؟
الأغنية مكتوبة وملحّنة لتكون صديقة المسرح. أي فنان يغنيها بحفل رح يشوف الناس تلقائيًا يرفعوا إيدين ويغنوا. يعني هي جاهزة تكون أغنية المهرجانات والسهرات الكبرى، وفعليًا، كل عناصرها بتخدم الجو الاحتفالي.
٢٩- شو بتميّزها عن الأغاني العالمية المشابهة؟
الأغاني العالمية اللي بتشبهها يمكن فيها إيقاع، بس بتفقد الروح الشرقية. “فوق فوق” عندها خصوصية اللغة والهوية اللبنانية. هيدي الخصوصية بتخلّيها مش نسخة عن شي موجود، بل منتج أصيل بيقدر ينافس عالمياً.
٣٠- كيف ممكن تفسّر الجملة “عمرا الدنيي ما بتكسرنا”؟
هيدي جملة مقاومة بامتياز. بتحمل روح الشعب اللبناني اللي بيواجه الأزمات وما بينكسر. الأغنية هون عم تتحوّل من فرح لرسالة صمود. الجملة مش بس تحفيزية، هي بيان نفسي: مهما صار، نحنا منضل واقفين.
٣١- شو بيخلي الأغنية قابلة للتكرار بلا ملل؟
الجواب هو التوازن: الأغنية عندها لازمة بتتكرر بشكل مدروس، وفيها مقاطع بتكسر الروتين. هيدا التنويع مع الحفاظ على جملة أساسية (“فوق فوق”) بيخلّيها سهلة الحفظ وممتعة بنفس الوقت.
٣٢- كيف الفيديو كليب بيكمل الرسالة؟
إذا نزل كليب، أكيد رح يكون مبني على أجواء حفلة أو سهر، لأن الكليب لازم يترجم الطاقة البصرية. الكليب مش مجرد مكمّل، هو أداة لنقل الأغنية من الصوت للصورة، وبيعطيها بعد أوسع للجمهور العالمي.
٣٣- هل في أبعاد اجتماعية مخفية بالنص؟
أكيد، لأنو الأغنية عم تقول “كلنا كلنا”، وهيدي رسالة ضد الانقسام. بمجتمع منقسم سياسيًا وطائفيًا، هيدا الشعار بيجي جريء. وبهالمعنى، الأغنية مش بس عن السهر، بل عن فكرة الوحدة.
٣٤- شو تأثيرها على صورة إيوان كنجم لبناني عالمي؟
الأغنية بتقوّي صورة إيوان كفنان عندو قدرة يخاطب العالم، مش بس الجمهور المحلي. لما أغنية متل هيدي تنتشر، بتعطيه لقب “نجم جماهيري” أكتر من “مطرب رومانسي”، وبتوسع مساحتو بالسوق الفني.
٣٥- كيف الأغنية بتشتغل متل علاج جماعي للناس؟
الناس اليوم محتاجين مسكّن نفسي، والأغنية بتعطي هيدا الدور. لحظة الغناء الجماعي بتخلق نوع من التفريغ، كأنك عم تعمل جلسة علاج موسيقي. وهيدا سبب أساسي لنجاحها.
٣٦- شو بتكشف عن ذكاء إيوان التسويقي؟
اختيار وقت الصيف، مع كلمات سهلة الترديد، وتوزيع راقص، بيكشف إنو إيوان فاهم السوق. هو بيعرف إنو الجمهور اليوم بده طاقة إيجابية، وهو عطاهم منتج كامل بيخدم هالحاجة.
٣٧- بأي معنى ممكن نعتبرها أغنية ثورة داخلية؟
الثورة مش ضروري تكون سياسية. هون الثورة داخلية ضد الكآبة، ضد الملل، ضد الحزن. الأغنية بتحرّض المستمع يثور على حالو ويخلق جو جديد بحياتو، ولو لليلة.
٣٨- كيف الأغنية عم تلعب دور “escape anthem”؟
متل الأغاني العالمية اللي بتسمّى “escape anthems”، “فوق فوق” بتسمح للناس يهربوا من واقعن. الفرق إنو هون الهروب مش مجرد نسيان، بل إعادة شحن للطاقة.
٣٩- شو اللي بيخليها قابلة تضل بذاكرة الناس؟
السرّ هو البساطة الممزوجة بالقوة. الناس بينسوا الأغاني المعقدة بسرعة، بس بيتذكّروا العبارات القصيرة المتكررة. “فوق فوق” صارت كود عاطفي سهل يضل عالق بالذاكرة.
٤٠- بالنهاية، شو الرسالة الأعمق اللي بتتركها “فوق فوق”؟
الأغنية بتقول: “الحياة قصيرة، ما في شي بيدوم، خلينا نضحك اليوم”. هيدا مش مجرد كلام، هو فلسفة عميقة عن الموت والحياة، مغلفة ببهجة. وهون بيكمن سحرها: إنها تخلي المستمع يعيش لحظة فرح قصيرة، بس بنفس الوقت يوعى على معنى أكبر.
تعليق واحد