
كتبت منى توفيق
عقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اجتماعًا مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، وذلك في أول لقاء يجمع رئيسي البلدين منذ 25 عامًا في خطوة تاريخية وغير مسبوقة منذ ربع قرن .
اللقاء، الذي استمر لنحو نصف ساعة، جاء على هامش القمة الخليجية-الأمريكية، وشهد حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الإنترنت.
وجاء هذا الاجتماع بعد إعلان واشنطن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، في تطور مفاجئ على الساحة الدولية. ووفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض، دعا ترامب نظيره السوري إلى الانضمام إلى “اتفاقيات إبراهام”، كما طالبه بترحيل ما وصفهم بـ”الإرهابيين الفلسطينيين” من الأراضي السورية.
وأشار ترامب خلال اللقاء إلى ضرورة أن تتحمل الحكومة السورية مسؤولية مراكز احتجاز عناصر تنظيم داعش شمال شرقي البلاد، والتي تضم الآلاف من عناصر التنظيم وأسرهم، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستكون أساسية في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وفي المقابل، عبّر الرئيس أحمد الشرع عن شكره لقرار رفع العقوبات، واصفًا إياه بأنه بداية “صفحة جديدة” في تاريخ سوريا، تفتح الأبواب أمام إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد الوطني.
كما أعرب عن امتنانه لولي العهد السعودي والرئيس التركي على دعمهما المستمر لبلاده.
من جانبه، رحب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، باللقاء عبر منشور على منصة “إكس”، قال فيه: “نشارك هذا الإنجاز مع شعبنا الذي ضحّى كثيرًا من أجل استعادة سوريا لمكانتها.
لقد بدأ العمل من أجل سوريا العظيمة”.
وفي بيان رسمي، وصفت وزارة الخارجية السورية اللقاء بأنه “تاريخي”، دون أن تتطرق إلى مسألة التطبيع مع إسرائيل.
وكان ترامب قد أعلن في منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي عزمه إصدار أوامر برفع العقوبات، وصرّح قائلاً: “العقوبات كانت قاسية وشلّت الاقتصاد السوري، لكن الآن حان وقت سوريا لتتألق”.
يُذكر أن العقوبات الأمريكية فُرضت منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وشملت قيودًا مالية صارمة استهدفت أي محاولات لإعادة الإعمار في ظل بقاء نظام الأسد.
ولم يشر ترامب خلال تصريحاته إلى نية إلغاء تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، وهو ما يظل عقبة رئيسية أمام الاستثمارات الأجنبية.
وفي تصريح لخبيرة الشؤون السياسية رابحة سيف علام من مركز الأهرام للدراسات، نقلته وكالة “فرانس برس”، أكدت أن رفع العقوبات سيمكّن سوريا من الاندماج مجددًا في الاقتصاد العالمي، ويسهل التحويلات المالية من السوريين في الخارج، كما يمهد الطريق أمام تمويل مشروعات إعادة الإعمار بدعم من دول الخليج.
وأكد الرئيس التركي، من جهته، تقديره للقرار الأمريكي، مشددًا على أنه خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.
ويُعد لقاء ترامب بالشرع أول اجتماع رفيع المستوى بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ لقاء الرئيس بيل كلينتون بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عام 2000، والذي فشل حينها في التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
ويُنظر إلى هذا اللقاء وقرار رفع العقوبات كدفعة سياسية كبيرة للرئيس أحمد الشرع، الذي يسعى لتعزيز سلطة الحكومة المركزية بعد إزاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.