
ما أحوج الأمة اليوم أن تستعيد النور الأول، وتستظل بظل الرسالة الخالدة، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وهادياً للبشرية إلى طريق العدل والحق. فالأزمات التي تعصف بعالمنا العربي والإسلامي، من تشتت وفرقة، وفساد وظلم، ليست إلا نتيجة الابتعاد عن المنهج النبوي الذي جمع بين الروح والقيم، وبين العمل والإصلاح.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قائدًا فريدًا، جمع بين الحكمة في التدبير، والرحمة في المعاملة، والعدل في الحكم. فهو الذي وضع الأساس لبناء مجتمع قوي، يقوم على المحبة والتكافل، فلا جائع بين المسلمين، ولا مظلوم بلا نصير. وفي سيرته الشريفة الحلول الناجعة لكل قضايا الأمة: من إصلاح النفوس بالصدق والأمانة، إلى إقامة العدل بين الناس دون محاباة أو انحياز.
إن مشكلتنا الكبرى اليوم ليست في قلة الموارد أو ضعف الإمكانات، بل في غياب المنهج الأخلاقي الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم. فلو عدنا إلى وصاياه، وتربينا على سنته، وتخلقنا بخلقه، لانحلت عُقَدُ الأمة، وارتفعت راياتها من جديد.
ما أروع كلماته حين قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره”. لو تحققت هذه الكلمات في واقعنا، لانتهت الصراعات، وتلاشت الأحقاد، وساد السلام بين أبناء الأمة.
إن العودة إلى رسول الله ليست ترفًا فكريًا، ولا شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي مشروع نهضة حقيقية، تبدأ من بناء الإنسان على القيم النبوية، لينهض المجتمع بأسره. فهو صلى الله عليه وسلم ليس فقط نبي الرحمة، بل نبي الإصلاح والعدل، الذي علّم الدنيا أن الأخلاق أساس كل حضارة.
فلنحمل رسالته في قلوبنا، ولنجعلها واقعًا في حياتنا، لعلنا نكون بحق خير أمة أخرجت للناس.


