
ومازال فى ذلك القبو المظلم
بقايا نسخه قديمة
………
البقايا ولا شئ سوى البقايا
وبضع من مخلفات المشاعر
المثيرة للشفقة
…..
لا شئ سوى الابتسامات البلهاء
والأكاذيب البيضاء
كل الاشياء كانت ناصعة ..
وبيضاء
……….
وهذه بعض الوجوه اللطيفة المستعملة
المليئه بالغبار على الرفوف المتهالكة
……….
وما هذا!
ما تلك العيون البريئة!
ما كل هذه المصداقية!
ما كل هذا الغباء بحق الجحيم؟!.
((لو نَهَضَ هذا المقعدُ))
لو نهضَ هذ المقعدُ ..
لنهضتُ أنا
يا صديقي
أنا لا أستطيعُ الحركة
غيرُ مُستعِّدٍ لها
ولا أريدُها
غيرُ مُؤهَّلٍ لأىِّ مجهودٍ بدنِيِّ
أو ذِهنِيّ ..
أو حتى ..
مجهودٍ نفْسِيّ
اتركني فى الّلا شيء
اتركنى .. لِلّلا شيء
مهلًا انتظِرْ!
اجلِسْ من فضلكَ!
حَسَنًا ..
سأكسرُ وَعْدِيَ الآن
لو نَهَضَ هذا المقعدُ …
لمْ ولن أنهَضَ أبدًا.
ارْحَلْ يا صديقى.
***************
((نسيم))
وبدأ يقتربُ مِنِّي
نسيمٌ يحملُ أنفاسَها
عبيرٌ
لايفوحُ سِوَى من ثغرها
استنشقتُهُ …
تذوَّقتُهُ
ملأتُ به رئتَيَّ
أمسكتُهُ بين يدَيَّ
خبأتُهُ بين أضلعِي
تركتُهُ يداعبُ شفتيَّ
لتراها عيناي
وكأنَّها أمَامِي
فكيف لأنفاسِها
أن تحملَ تلك البصمة
وتسافرُ عَبْرَ الهواءِ
لتلامسَ جسدِي
كما تفعلُ
وتدغدغُ عينَيَّ
وتُقبِّلُ شفتيَّ
وتملؤني بالشوق
وترحل.
*************
((غضب الشتاء))
عندما بكت هذه الغيمة
هطلت أمطارُ مدمعي
إعصارٌ قويٌّ
يُخْرجُ
الإعصارَ الكامنَ داخلي
رياحُنا…
هَبَّتْ معًا
وأنا أطلِقُ صرخاتِ الرَّعْدِ
والجو يدوِّي بارتعابٍ
كأنَّهُيتساءَلُ
كيف تركتُ الرَّعْدَ كامنًا
كيف منعتُ تكاثفَ السُّحُبِ بداخلي
كيف تركتُ هذا البرق
يأكلُ
وينهشُ في أعماق قلبي
كيف لنوبةِإعصاري
أن تفوق غضبَ الشتاءِ؟!
((هِرَّة))
حقًّا ..
أنا لا أحِبُّ هذه الهِرَّة
ولكنِّي …
أبقيها
فهي تُشبهكِ
ذكيَّةٌ وخائنةٌ تمامًا
حقًّا ..
أنا لا أحِبُّ هذه الهِرَّة
ولكنَّها الشئ الوحيد
الذى استطعتُ أن أبقيَهُ
بعد أن تركتِنِي….
تبًّا لها ولكِ.
(عاريًا)
بلا مُبرِّراتٍ
بلا أعذارٍ
بلا سببٍ مُقنِعٍ
وقف أمامى عاريًا
القدَرُ
دون أيَّة تفسيراتٍ
لم يجِدْ بعضَ الكلماتِ
ليستتّرَ بها
وقف
خجولا مُتلعثِمًا
مُنكّسَ الرأسِ
تعلو وجنتيه خيبة الأمل
لم يعُدْ يشعرُ سوى بالذنب
أعضاؤه ..
تتعفّنُ شيئًا فشيئًا
معدتُهُ تندثرُ
كاد أن يتلاشى
أمام ابتسامتى البلهاءِ
يموتُ خوفًا
يدركُ تمامًا ماذا فعل
وحجْمَ الخطيئةِ التي ارتكبَها
الآن لم أعُد حيًّا
لكنه قدري..
على قيْدِ الموت
استطعتُ الفرارَ منه
لكنَّهُ …
ما زالَ عالقًا
لا يستطيعُ الفرارَ مِنِّى…..



