اكتشاف القلعة العسكرية في تل الخروبة شمال سيناء ليس مجرد خبر أثري بل رسالة سياسية واضحة عن قوة الدولة المصرية التاريخية في حماية حدودها وتأمين طرقها الاستراتيجية هذه القلعة التي تعود لعصر الدولة الحديثة تؤكد أن المصري القديم لم يكتف بالبناء والتوسع بل اهتم بحماية أرضه ومقدراته من أي تهديد خارجي عبر سلسلة من القلاع والتحصينات على طريق حورس الحربي الرابط بين مصر وفلسطين .
المساحة الضخمة للقلعة الجديدة التي تبلغ نحو 8000 متر مربع ثلاثة أضعاف القلعة السابقة بالموقع تعكس رؤية استراتيجية متقدمة وإصراراً على السيطرة والدفاع عن الحدود الشرقية تصميم القلعة المتقن بما في ذلك السور الزجزاجي الذي يقسمها ويحيط بمسكن الجنود يظهر قدرة المصري القديم على التكيف مع البيئة الصعبة وتحويل الدفاع إلى قوة سياسية وعسكرية حقيقية.
هذا الاكتشاف له دلالة سياسية معاصرة أيضاً فهو يذكّر العالم بأن مصر منذ آلاف السنين تمتلك إرادة قوية في حماية سيادتها وأمنها القومي ويبرز أهمية الحفاظ على مواقعها التاريخية كرموز للقوة والسيادة الوطنية القلعة ليست مجرد أثر بل شهادة حية على الاستراتيجية المصرية المتكاملة بين التاريخ والسياسة والدفاع رسالة لكل من يحاول التشكيك في ثبات الدولة المصرية أو تاريخها العسكري العريق.
