صحف وتقارير

قمة الدوحة الطارئة: هل تنجح فى توحيد الصف؟

بقلم احمد شتيه  باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى 

 

 

في لحظة إقليمية مشحونة بالتوتر، تعقد غدًا في العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية طارئة لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطر، في خطوة غير مسبوقة أثارت صدمة في الأوساط الإقليمية والدولية، ودفعت الدول العربية إلى اجتماع عاجل لإعادة ترتيب الأوراق في مواجهة التهديدات المتصاعدة.

 

الاجتماعات التمهيدية كشفت أن جدول الأعمال سيركز على ثلاث نقاط رئيسية: إدانة واضحة للهجوم الإسرائيلي على قطر باعتباره انتهاكًا خطيرًا للسيادة، وخرقًا صارخًا للقانون الدولي.

بلورة موقف عربي موحد للضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الاعتداءات، مع احتمال التوجه لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

تعزيز آليات الدفاع العربي المشترك، سواء عبر تفعيل اتفاقيات أمنية قائمة أو بحث مقترحات لإنشاء قوة ردع عربية موحدة لحماية الدول الأعضاء.

 

من المتوقع أن تصدر عن القمة قرارات قوية سياسية ودبلوماسية، أبرزها: تشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة الأزمة دوليًا.

تجميد أي تعاون عربي غير مباشر مع إسرائيل في هذه المرحلة.

فتح الباب أمام مبادرات وساطة عربية – دولية لمنع التصعيد وحماية أمن الخليج.

إلا أن المراقبين يستبعدون اتخاذ قرارات عسكرية مباشرة، ويرجحون الاكتفاء بخطوات ردع دبلوماسية واقتصادية ذات تأثير واسع.

 

تلعب مصر دورًا محوريًا في هذه القمة، إذ تدخل القاهرة بوزنها السياسي والدبلوماسي والإقليمي لتنسيق المواقف وضمان وحدة الصف العربي.

من جهة، تمتلك مصر خبرة طويلة في إدارة الأزمات العربية – الإسرائيلية، وعلاقات مع القوى الدولية الفاعلة.

ومن جهة أخرى، ترى القاهرة أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، ما يجعلها تتحرك بقوة لدعم قطر سياسيًا وأمنيًا.

الدوائر السياسية تشير إلى أن مصر ستطرح مبادرة متوازنة: إدانة حازمة للهجوم، مع فتح قنوات دولية للتهدئة، بما يمنع تفجير صراع إقليمي شامل.

 

إن انعقاد القمة في الدوحة يمثل اختبارًا حقيقيًا للوحدة العربية في مواجهة تهديدات غير مسبوقة، ويكشف عن مدى قدرة الدول العربية على تجاوز خلافاتها الداخلية حين يتعلق الأمر بالسيادة والأمن القومي.

الدور المصري سيكون نقطة الارتكاز، ليس فقط في صياغة البيان الختامي، بل أيضًا في ترجمة قرارات القمة إلى خطوات عملية على الأرض.

ويبقى التحدي الأكبر هو: هل تنجح القمة في تحويل الغضب العربي إلى قوة ضغط دولية مؤثرة، أم تبقى البيانات مجرد أوراق محفوظة في أرشيف الاجتماعات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock