مقالات وآراء

قوّة الشخصيّة… صرخةُ الإنسان نحو الحُرِّيّة والنجاح

بقلم الكاتب -أحمد فارس

إن قوة الشخصية ليست مجرد سِمة تُضاف إلى الإنسان، بل هي جوهر يصنع منه بطلًا حقيقيًا، يحوّل الحلم البعيد إلى واقعٍ نابض بالحياة. فقد تُهزم الجيوش وتنهار الخطط، لكن الإنسان الذي يمتلك شخصيةً قوية لا يُهزم أبدًا، لأنه يحمل في داخله إرادةً لا تنكسر، وإيمانًا لا يتزعزع. إنه من يرى في كل فشلٍ بدايةً جديدة، وفي كل صعوبةٍ فرصةً للإرتقاء. إنه ذاك الصوت الداخلي الذي يهمس: “أنهض مهما سقطت، وإبتسم رغم الإنكسار.”

قوة الشخصية لا تُقاس بالمظاهر ولا تُختزل في الكلمات، بل تُقاس بالثبات عند الأزمات، وبالقدرة على الوقوف بعد كل سقوط. إنها الشجاعة التي تُزرع في القلب لتواجه الصعاب دون خوف، والإصرار الذي يحوّل الألم إلى إنجازٍ يروى بفخرٍ واعتزاز.

لقد جسّد نبينا الكريم محمد ﷺ أعظم صور قوة الشخصية، حين واجه أذى قريش وصعوبات الدعوة بثباتٍ وإيمانٍ، حتى أسّس أمةً قامت على العدالة والرحمة وغيرت وجه التاريخ. كما برزت الملكة إليزابيث الأولى كرمزٍ للحكمة والحزم، قادت إنجلترا في زمنٍ مضطرب، فحافظت على استقرارها وسط العواصف السياسية.
أما في عالم الإبداع، فقد أثبت ستيف جوبز أن الفشل ليس نهاية، بل بداية لقوةٍ أعظم. طُرد من شركته، لكنه عاد ليحوّلها إلى واحدة من أعظم المؤسسات في التاريخ الحديث.
وفي دروسٍ أعمق للإنسانية، تُذكر هيلين كيلر التي غلبت الإعاقة لتصبح رمزًا عالميًا للأمل والإرادة، وطه حسين الذي قهر الظلام ببصيرته لا ببصره، فصار عميد الأدب العربي.

إن الرسالة التي نوجّهها اليوم لكل الفئات: للعلماء كما للطلاب، وللأغنياء كما للفقراء، هي أن قوة الشخصية ليست رفاهية فكرية، بل ضرورة إنسانية. فهي التي تزرع فينا الصمود، وتعلّمنا كيف نواجه الخوف بالمعرفة، والضعف بالإرادة، والفشل بالأمل.

وفي نهاية المطاف، تظل قوة الشخصية سرّ النجاح الحقيقي، وعمود البناء الإنساني، لأنها تمنح الإنسان القدرة على الصمود أمام الرياح، وتُبقي الأمل حيًّا مهما أشتدّ الظلام.
ختامآ: فمن يملك شخصية قوية، يملك مفاتيح التغيير والتأثير، ويصبح قدوةً تُلهم الأجيال القادمة ..
اليوم. وغدآ .وإلي الإبد…،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock