دين ومجتمع

كان إذا وعظ إرتفع صوته وإشتد غضبه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن شمائل النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة، ولقد علّم النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم بوعظه الذي كان يهز به القلوب، فكأنه منذر جيش يقول صبّحكم ومساكم، وكان إذا وعظ علا صوته واشتد غضبه، واحمرّت عيناه، فلا تسمع إلا بكاء ونحيبا.

 

وحنينا وأنينا، وتفجعا وتوجعا، وندما وحسرة، وتوبة ورجوعا وإنابة، وعلم صلى الله عليه وسلم بخطبه القيمة الناجعة في مناسبات العبادات، فكانت فيضا من الهدى، ونهرا من النور، تزيد الإيمان وترفع اليقين، وعلم صلى الله عليه وسلم بفتواه من سأله، فكان أفقه الناس وأعظمهم إجابة، وأكثرهم إصابة، وأعرفهم بما يصلح للسائل، وعلَّم صلى الله عليه وسلم بوصاياه ونصائحه التي تصل إلى القلوب وتملأ النفوس تقوى وصلاحا، وعلم بضرب الأمثال التي يعرفها الناس، وتوضيح المعاني بأمور محسوسة تقرّب المعنى، وتزيل الإشكال، وترفع الوهم، وعلَّم صلى الله عليه وسلم بالقصص الجذاب الخلاب الذي يثير في النفوس الإعجاب والإنصات والإستجابة، وعلم صلى الله عليه وسلم بالقدوة الحية المتمثلة في سيرته العطرة وأخلاقه السامية وخصاله الجليلة.

 

التي أجمع على حسنها العقلاء، وأحبها الأتقياء، وإقتدى بها الأولياء، وقد ذكرت المصادر الكثير عن دور معلم التربية الإسلامية في تربية الطلاب وهي تشمل على ثلاثة محاور، فالمحور الأول هو أخلاق معلم التربية الإسلامية وهي الإخلاص لله والقدوة الحسنة والصدق والوفاء بالوعد، والتواضع والتحلي بالأخلاق الفاضلة والحميدة والعدل والمساواة والشجاعة والصبر وإحتمال الغضب والتشجيع والتعاون والشورى وإستشعار بالمسئولية والرحمة وحسن المظهر والتقوى وعدم الإستعجال والعلم، وأما عن المحور الثاني وهو العلاقة بين معلم التربية الإسلامية والطلاب، ويحتوي على أهميئة العلاقات وتعريفها والأسس التي تبنى عليها العلاقات الأخوية، والمبادئ التي لابد لمعلم التربية الإسلامية من تطبقها لبناء العلاقات في توجيه الطلاب، وأما عن المحور الثالث.

 

وهو مجالات دور معلم التربية الإسلامية في توجيه الطلاب من حيث التعارف والتناصح وحفظ المواعيد وحفظ المعلم على كتمان سر طلبته وغيرها، فلا يخفى ما لمعلم التربية الإسلامية من أثر في توجيه الطلاب إذا هو تخلق بالأخلاق الحميدة وعمل به، واعلموا أن دور معلم التربية الإسلامية في تربية الطلاب تشمل على ثلاثة محاور وهم أخلاق معلم التربية الإسلامية، والعلاقة بين معلم التربية الإسلامية والطلاب، ومجالات دور معلم التربية الإسلامية في توجيه الطلاب، ولا شك أن هذه المحاور لها دور كبير في بناء المجتمع التربوي الصالح النافع، وذلك لأن دور المعلم في بناء شخصية الطلاب لها أثر عظيم إذا كانت تقوم على أخلاق مؤثره وأسس قوية فعالة، والطلاب هم نتاج ما يقوم به المعلم في المجتمع المدرسي من إصلاح أو ضده.

 

هذا وصلوا علي سيدنا حبيبنا محمد حيث قال صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock