مقالات وآراء

الإنترنت ومجالاته في أمور الدين والدنيا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن التقوى خير زاد للقاء الله لقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى والتقوى هي الوقاية وحفظ الشيء مما يؤذيه ويضره، وأصلها من كلمة “وقى” وهي حفظ النفس عما يؤثم بفعل ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه، وهي الخوف من الله، والعمل بما أنزل في القرآن والقناعة بالقليل، والإستعداد للموت والآخرة، وإن أركان التقوى هو فعل الطاعات، وفعل الأوامر وترك النواهي التي أمر الله بها، وترك المعاصي وإجتناب المحرمات والمكروهات، وقد ذكرت المصادر الكثير عن الشبكة العنكبوتية الإنترنت.

 

وعن إدمان الشباب والفتيات وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة، وقد تستغل هذه المواقع بغرض التنمر من قبل بعض الأفراد، وخصوصا ضد فئة الشباب كما لا يمكن إنكار حقيقة أن مواقع التواصل الإجتماعي قد قللت إنتاجية الفرد نتيجة إلهاء مواقع التواصل الإجتماعي للأفراد، علاوة على ذلك، فإن مواقع التواصل الإجتماعي تخل بخصوصية الأفراد حتى بوجود الإعدادات التي توفرها هذه المواقع لحماية خصوصية المستخدمين، ومن المعلوم لدينا نحن المسلمون أن من كان سببا في هداية أحد من الناس، كان له أجر هدايته وعمله الصالح دون نقص أجر العامل، ومن كان سببا في إضلال أحد كان عليه وزر من أضله مع وزره، وهي قاعدة شرعية إسلامية لحفز الناس إلى نشر الهدى والخير، وتخويفهم من نشر الضلالة والشر، وقد كانت الدعوة إلى الخير أو إلى الشر محصورة في وسائل محدودة، لا تبلغ كل الناس ولا أكثرهم.

 

ولا تتخطى حدود المكان الذي يدعو فيه صاحبه، وليس لها من الجاذبية في العرض، ولا السرعة في الوصول كما هو واقع الناس اليوم حينما أصبح تبليغ الخير أو الشر في أجهزة بحجم الكف، تحمل في الجيب، فلا تتعطل وسيلة البلاغ، ولا تفارق صاحبها في سفر ولا حضر، ولا في ساعة من ليل أو نهار، بل هي ملازمة له ملازمة ثوبه أو ظله، وفي أقل من ثانية يرسل ما يريد فيراه في لحظته مئات أو ألوف أو ملايين، سواء كان كتابة أم صوتا أم صورة ثابتة أم متحركة، ففي هذا الجانب فقد نفع الله تعالى الناس بهذه الوسائل نفعا عظيما فرفعت منسوب الوعي لديهم، وضخت لهم صحيح المعلومات والوثائق، وأزالت الغشاوة عن أبصارهم، وقضت على كثير من الدجل الرخيص الذي كان يمارس عليهم إذ ميادينها مفتوحة للجميع، لا تحتكرها دولة أو طائفة أو حزب أو جماعة.

 

وفي جو كهذا يظهر الحق، فيزهق الباطل لأن مبنى الباطل على الدجل والكذب، ولا يصمد أمام الحق فوسيلة أهل الباطل التعمية على الحق وإخفائه، وحجبه في الظلام لئلا يراه الناس والدعوة إلى الله تعالى بواسطة وسائل التواصل الإجتماعي، وبيان الحق عبرها لا يحتاج إلى إذن أحد ولا وصايته، ولا يمكن حجبه عن الناس، كما أن الحماية التي يتترس بها أهل الفساد، والحصانة التي تمكنهم من بث فسادهم وهم آمنون من كشفهم قد كسرتها وسائل التواصل الإجتماعي، فيكشف من شاء حقيقتهم وهو آمن من صولتهم وكيدهم، وكما أن وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة من وسائل صلة الرحم وتفقد الأصحاب، والتواصل بينهم بمكالمتهم والسؤال عنهم، وإسداء النصح والخير لهم بلا تكلفة ولا مئونة، وهي وسيلة لتناقل العلوم والمعارف وتبادل الفوائد والمنافع.

 

ولا يحصى ما ينشر فيها من نكت وفرائد وسنن وفوائد، ما كان كثير من الناس يعلمونها، وكم فيها من تنبيه على أخطاء كانوا يقعون فيها، وفيها يذكّر أهل الخير بعضهم بعضا بمناسبات الخير، ويدلونهم على مجالاتها، ويفتحون لهم مغاليق أبوابها، وييسرون لهم أسبابها ويذللون عقباتها، وكم من سنة مهجورة أحييت بها، ومن طاعة فعلت بسببها، وكم تاب من عاص، وكم أسلم من كافر، بسبب رسالة أو تغريدة أو مقطع أو صورة؟ ومنافع أخرى جمة في مجالات في أمور الدين والدنيا، وفي الخير والعلم والمعرفة والطاعة، فيا فوز من ظفر بخيرها وبرها، وحجز نفسه عن شرها وإثمها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock