متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قال وزير العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقي، رونالد لامولا، كان هناك بعض الإجراءات التي اتخذتها محكمة العدل الدولية وكانت لصالح جنوب إفريقيا وتطالب إسرائيل بوقف جميع العمليات العسكرية في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات والمحققين إلى قطاع غزة للتحقيق في العمليات الوحشية التي ارتكبتها القوات العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف في مقابلة مع احدى القنوات اليوم الخميس، «نحن الآن في المرحلة الثانية من هذه الجهود، وجنوب إفريقيا قدمت الدليل الذي يؤكد عملية ارتكاب الإبادة الجماعية وأيضا قدمتها إلى محكمة العدل الدولية وأعلنت عدة دول أنها سوف تنضم إلى هذه القضية لدعم موقف جنوب إفريقيا، ونحن ما زلنا نؤدي دورنا من أجل إكمال هذه القضية».
وأوضح أنه عندما كان وزيرا للعدل في جنوب إفريقيا، وكان قائدا لهذا الفريق في محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أن التحديات التي تقابلهم في الدعوى هي عدم احترام نظام المحكمة من جانب إسرائيل وكذلك أيضا التحرك البطيء في القضايا الأخرى التي تفصل بين الإجراءات الجنائية في المحكمة.
وأضاف، لكننا مصممون على الاستمرار حتى تلتزم إسرائيل بالاتفاقيات الدولية وتتوقف عن انتهاكاتها في قطاع غزة لأننا نؤمن بأن ذراع القانون الطويلة سوف تنهي العمليات الوحشية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية والإبادة الجماعية التي تنفذ ضد الشعب الفلسطيني وتدمير البنية التحتية وقتل الأبرياء لا سيما الأطفال والنساء، وأيضا عملية التطهير العرقي التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني.
إسرائيل لا تحترم قرارات المحكمة
أكد وزير العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقي أن إسرائيل لا تحترم قرارات محكمة العدل الدولية، موضحا أن أحد القرارات التي اتخذتها المحكمة أن إسرائيل يجب أن توقف عن عملياتها العسكرية، لكنها لم تتوقف عن ذلك بل تمادت في عملياتها العسكرية وامتد الصراع إلى لبنان، كذلك أيضا كان هناك بعض القرارات من المحكمة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية ولكن الجانب الإسرائيلي لم يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وكذلك أصدرت المحكمة قرارا بالسماح بدخول المحققين للتحقيق في جرائم الإبادة ولكن إسرائيل لم تتعاون في هذا الأمر.
وتابع، أيضا أعلنت أن الأمين العام للأمم المتحدة شخص غير مرغوب فيه وهذا كله يظهر عدم احترام إسرائيل لمحكمة العدل الدولية والمجتمع الدولي لذلك فإن المجتمع الدولي لا يجب أن يتسامح مع ذلك ويجب أن نتعاون معا لضمان عزل إسرائيل بسبب عدم احترامها لقرارات المحكمة وكذلك أيضا قرارات المجتمع الدولي.
عزل إسرائيل
وقال أنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل الضغط ويستخدم كل الوسائل المتاحة ضد إسرائيل حتى يجبرها على احترام قرارات محكمة العدل الدولية، لذلك أيضا يجب أن نقوم بتعبئة كل الموارد والمنصات السياسية حتى نضمن عزل إسرائيل، ونضغط عليها ونجبرها على احترام القرارات الدولية لا سيما قرارات المحكمة.
وأوضح أن هناك عزل سياسي وهناك عزل اقتصادي وكانت هناك قصة لدينا في جنوب إفريقيا حيث قمنا بهذا الأمر، ونحن نرى أن هذه اللحظة قد اقتربت في قطاع غزة.
لن نستسلم للضغوط والابتزاز
قال نحن في الحقيقة نحن ملتزمون بالاستمرار في موقفنا، ولن نسمح لأي شخص أو أي جهة بالضغط علينا سياسيا أو اقتصاديا، ونحن نلتزم بالمبادئ، وهناك التزامات فيما يتعلق باتفاقية الإبادة الجماعية ويجب أن نصل في هذه القضية إلى نهاية المطاف وهناك أيضا مهام قانونية لدى جنوب إفريقيا حتى تنهي كل مظاهر التمييز العنصري في قطاع غزة خاصة أن ذلك لا يحدث في أي مكان في العالم سوى في قطاع غزة.
وأضاف، نحن سوف نقدم خبراتنا المتعلقة بالفصل العنصري وهذه الخبرات ثقيلة ويمكن تنفيذها في قطاع غزة ويمكننا الضغط على إسرائيل من خلالها ولذلك لا يمكننا أن نظل صامتين إزاء هذه العمليات الوحشية التي تحدث في القرن الـ 21، حيث أن العمليات الوحشية تظهر أمام في جميع أنحاء العالم من خلال الإنترنت والتلفزيون.
وذكر أن الجميع يمكنه الآن رؤية إهانة وإذلال ومعاناة الشعب الفلسطيني وتدمير البنى التحتية الفلسطينية وقتل النساء والأبناء والأطفال، مؤكدا على أن هذا لا يجب أن يحدث في العالم المتحضر وفي ظل وجود الأمم المتحدة مرة أخرى.
قال إنه تم الضغط على جنوب إفريقيا وتم اتهامها بمعادة السامية وهذا أمر معروف، لكننا نلتزم بموقفنا مع الجانب الإنساني ونقف إلى جانب الحق المشروع للشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير ونحن ملتزمون بالاتفاقيات والقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة، مشيرا لوجود عملية ابتزاز سياسي الغرض منه هو إسكاتنا ووقف مهامنا ومهمتنا القانونية والأخلاقية لكننا سوف نظل صامدين أمام كل هذه المحاولات وعمليات الابتزاز التي نتعرض لها.
مصر في المقام الأول
قال هناك دول انضمت إلينا فيما يتعلق بقضايا محكمة العدل الدولية وانضمت إلينا في هذه الدعوى، وهناك دول أبدت دعمها لهذه القضية، ونحن رحبنا بجميع الأطراف لأن هذا كله سوف يزيد من قوة موقفنا، وأيضا نحن نرحب بكل عمليات التضامن التي تعبر عنها الدول، فأي عمل أو أي إجراء يساند هذه القضية فنحن نرحب به.
وتابع، نحن كل يوم نطلب من الجميع الانضمام إلينا لتقوية هذه القضية، ونحن نرحب بهذه الدول التي دعمتنا في المحكمة، وتلك الدول التي أعلنت عن تضامنها من خلال الرسائل التي تقدمها هذه الدول إلى جنوب إفريقيا.
وذكر أن أكثر الدول دعما لجنوب إفريقيا في مسعاها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، كانت مصر في المقام الأول ومنذ البداية قدمت لنا الدعم الكبير وقد أشارت إلى نيتها في الانضمام إلى هذه القضية، أيضا نيكارغوا وكولومبيا وإسبانيا وأيرلندا والعديد من الدول الأخرى.
القضية الفلسطينية سوف تنجح
أكد أن هناك قضايا مختلفة، فهناك قضية في محكمة العدل الدولية، ونحن نرحب بالتطورات التي حدثت، فيجب أن نقدم قادة إسرائيل المتورطين في جرائم الحرب، للعدالة وكذلك كل من قام بهذه العمليات الوحشية لابد من إلزامه قانونيا، وهذا هو دور محكمة العدل الدولية.
وقال إن جنوب إفريقيا تنظر إلى مصير القضية الفلسطينية، وتؤمن بأن هذه القضية سوف تنجح ونحن مستمرون بالنداء من أجل وقف الأعمال الوحشية في فلسطين، وأيضا نطالب بوقف التصعيد في الضفة الغربية وفي لبنان.