
كتب أشرف ماهر ضلع
تُعدُّ مبادرة “بداية” لبناء الإنسان المصري إحدى المبادرات الملهمة التي تسعى لتحقيق نهضة حقيقية في المجتمع المصري، من خلال التركيز على بناء الإنسان المصري نفسه، فهو أساس التطور وعماد التنمية المستدامة. وقد أُطلقت هذه المبادرة في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تمكين المصريين من كافة الفئات من تطوير قدراتهم وإمكاناتهم، ورفع الوعي بقيم المواطنة والانتماء، وزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي.
أولاً: الأبعاد الإنسانية لمبادرة “بداية”
تركز المبادرة على إحياء القيم الإنسانية التي باتت في حاجة ماسة إلى تجديدٍ وإحياء في المجتمعات الحديثة. فمن خلال برامجها المتنوعة، تسعى “بداية” إلى تعزيز الروح الإيجابية والتكاتف المجتمعي، ونشر ثقافة التعاون والعمل الجماعي بين الأفراد. إن بناء الإنسان لا يقتصر فقط على التعليم والتدريب، بل يمتد ليشمل تعزيز الأخلاق الحميدة، وغرس قيم الأمانة والاحترام والإخلاص في نفوس الشباب، لاسيما في ظل التحديات التي تواجههم في العصر الحديث.
ثانياً: التعليم أساس البناء
تأتي المبادرة لتعيد التأكيد على أهمية التعليم كركيزة أساسية لبناء الإنسان. فالتعليم ليس مجرد نقل للمعرفة، بل هو وسيلة لصقل الشخصية وتوسيع مدارك الإنسان وتنمية تفكيره النقدي. وتحرص “بداية” على تقديم برامج تعليمية متطورة تشمل المناهج الحديثة التي تُعنى ببناء المهارات الحياتية، وتعزيز الإبداع، وتطوير التفكير النقدي لدى الشباب. ومن خلال شراكات مع المؤسسات التعليمية المحلية والدولية، تسعى المبادرة لتطوير نظام تعليمي يواكب احتياجات العصر ويعزز من مكانة مصر على الساحة العالمية.
ثالثاً: التمكين الاقتصادي للشباب
تُعنى مبادرة “بداية” بتوفير فرص تدريبية وتطويرية للشباب، تمكّنهم من دخول سوق العمل بكفاءة واقتدار. فالمبادرة لا تتوقف عند توفير التعليم فقط، بل تهدف إلى تمكين الشباب اقتصادياً من خلال برامج ريادة الأعمال والتدريب المهني، ودعمهم في إقامة مشروعاتهم الصغيرة، ومساعدتهم على اكتساب المهارات اللازمة لتحقيق طموحاتهم. إن تمكين الشباب اقتصادياً يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والحد من البطالة، ويمنحهم الثقة في أنفسهم وقدراتهم.
رابعاً: تعزيز القيم الثقافية والهوية المصرية
في ظل العولمة وتداخل الثقافات، قد يصبح الحفاظ على الهوية الوطنية تحدياً كبيراً. وهنا تأتي “بداية” لترسيخ القيم الثقافية والهوية المصرية من خلال مبادرات تهدف إلى إحياء التراث المصري الأصيل، وتعريف الشباب بتاريخ بلادهم العريق، وربطهم بأمجاد أسلافهم. تهدف المبادرة إلى خلق جيل يؤمن بقيمة الوطن ويفخر بثقافته، مع انفتاح واعٍ على الثقافات الأخرى.
خاتمة
إن مبادرة “بداية” لبناء الإنسان المصري هي ليست مجرد مشروع مؤقت، بل رؤية عميقة نحو مستقبل أفضل لمصر وشعبها. فهي تُعدُّ بناءً متيناً يعزز من إمكانيات الأفراد وقدراتهم، ويمنحهم الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة، وصنع مستقبل أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم. ومن هنا، تأتي أهمية الدعم المجتمعي لهذه المبادرة، وتعزيز قيمها في قلوب وعقول المصريين، ليصبحوا شركاء حقيقيين في بناء وطنهم، وتحقيق النهضة التي يحلمون بها.
“بداية” ليست فقط انطلاقة نحو التقدم، بل هي جسر يعبر به الإنسان المصري نحو غدٍ مشرق ومستقبل واعد.