حاضر في اللقاء الاستاذ الدكتور/ محمد عبدالمالك – نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى والأستاذ الدكتور/ خلود حسام – عميد كلية التجارة جامعة الأزهر بأسيوط والأستاذ الدكتور / رجب محمد – الخبير الدولى فى الطاقة والاتصالات والمدن الذكية.
تطرق اللقاء إلى توضيح مفهوم مشروعات الطاقة المتجددة باعتبارها أحد أهم المحاور في رؤية مصر الاستراتيجية 2030، التي تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تعتمد على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وتؤسس لاقتصاد قوي يقوم على الطاقة النظيفة حيث أدركت الدولة مبكرًا أن الاعتماد على الوقود الأحفوري وحده لا يمكن أن يضمن أمن الطاقة في المستقبل، خاصة في ظل التحديات البيئية العالمية وتغير المناخ، لذلك وضعت الحكومة خطة طموحة لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري، لتصل إلى نحو 42% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2035.
وفي إطار هذه الرؤية، شهدت مصر تنفيذ عدد من المشروعات العملاقة التي وضعتها على خريطة الطاقة النظيفة في العالم، ويأتي في مقدمتها مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، الذي يُعد من أكبر المشروعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يضم عشرات المحطات التي تولد أكثر من 1.5 جيجاوات من الكهرباء النظيفة، مما يسهم في تقليل الانبعاثات الضارة وتوفير فرص عمل للشباب في صعيد مصر كما تعد مشروعات طاقة الرياح في جبل الزيت والزعفرانة نموذجاً آخر للريادة المصرية في هذا المجال، إذ تستفيد هذه المناطق من طبيعة المناخ وسرعة الرياح على سواحل البحر الأحمر لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء النظيفة التي تدعم الشبكة القومية.
ولم تغفل الدولة عن تطوير مصادر الطاقة المائية، حيث ما زال السد العالي يمثل أحد أهم مصادر الكهرباء المتجددة في مصر، وتعمل الجهات المعنية على رفع كفاءته وتحسين قدرته الإنتاجية من خلال استخدام أحدث التقنيات.
كذلك بدأت مصر مؤخراً في اتخاذ خطوات متقدمة نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو ما يُعد مستقبل الطاقة في العالم، إذ تم توقيع عدة اتفاقيات مع شركات عالمية كبرى لإقامة مصانع لإنتاجه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
ولا تقتصر أهمية مشروعات الطاقة المتجددة على بعدها البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية بالغة الأثر، فهي تساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد، كما تساعد على تحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على صحة الإنسان والبيئة .
كما أشاروا إلي مفهوم استدامة مصادر الطاقة،العائد البيئي والاقتصادي لمصادر الطاقة المتجددة.شارك في اللقاء عدد كبير من قيادات وطلبة الكلية وممثلى الصحافة الإقليمية والمحلية.