مقالات وآراء

انتخابات مجلس الشعب إحدي الركائز الأساسية للحياة الديمقراطية 

كتبت -ميرفت عبد القادر

تُعدّ انتخابات مجلس الشعب إحدى الركائز الأساسية للحياة الديمقراطية، إذ تمثل وسيلة مباشرة يُعبّر من خلالها المواطنون عن إرادتهم السياسية، ويختارون من يمثلهم في السلطة التشريعية. ويُنظر إلى هذه الانتخابات باعتبارها آلية لضمان مشاركة المجتمع في صنع القرار، وتعزيز مبدأ الفصل بين السلطات، وتحقيق التوازن السياسي داخل الدولة.

تهدف انتخابات مجلس الشعب إلى اختيار أعضاء يتمتعون بالقدرة على مناقشة القوانين، واقتراح التشريعات، ومراقبة أداء الحكومة بما يخدم المصلحة العامة. وتمثل هذه العملية فرصة لتجديد الدماء داخل المؤسسة التشريعية، وإتاحة المجال أمام مختلف القوى السياسية والاجتماعية للتعبير عن رؤاها وبرامجها.

تمرّ العملية الانتخابية بعدّة مراحل تبدأ بإعداد الجداول الانتخابية وتسجيل الناخبين، ثم فتح باب الترشح أمام الراغبين ممن تنطبق عليهم الشروط القانونية. بعد ذلك تبدأ الحملات الانتخابية التي يعرض خلالها المرشحون برامجهم وأفكارهم على الجمهور، وهو ما يتيح للناخبين فرصة تقييمهم واختيار الأفضل بناءً على الكفاءة والبرنامج الانتخابي.

وتأتي يوم الاقتراع كمرحلة محورية، حيث يتوجّه المواطنون إلى صناديق التصويت للإدلاء بأصواتهم في أجواء يُفترض فيها أن تتسم بالشفافية والنزاهة. ثم تبدأ عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج التي تحدد التشكيلة الجديدة لمجلس الشعب، لينطلق بعدها المجلس في ممارسة مهامه الدستورية.

تمثل انتخابات مجلس الشعب مؤشرًا مهمًا على مستوى التطور السياسي في الدولة، فهي تعكس وعي المواطنين بأهمية المشاركة، كما تُظهر درجة احترام الدولة لمبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد. ولذلك تُعدّ الانتخابات فرصة لتعزيز الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، ودعم الاستقرار السياسي والاجتماعي.

وفي الختام، تبقى انتخابات مجلس الشعب خطوة أساسية نحو بناء دولة حديثة تقوم على المشاركة والمساءلة واحترام إرادة المواطنين، وهي عملية لا تكتمل إلا بتفاعل الجميع—ناخبين ومرشحين ومؤسسات—في إطار من الشفافية والمسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock