عربي وعالمي

مرشح يهودى مفاجئ فى انتخابات برلمان سوريا

أيمن بحر

في خطوة غير مسبوقة ومثيرة للجدل أعلن هنرى حمرا نجل الحاخام الأكبر السابق لسوريا يوسف حمرا ترشحه رسمياً لانتخابات مجلس الشعب السورى المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل، ما أثار عاصفة من التعليقات والنقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي.

هنرى حمرا المقيم حالياً فى نيويورك يحمل إرثاً ثقيلاً فى ذاكرة الجالية اليهودية السورية إذ ينحدر من واحدة من آخر العائلات اليهودية التي غادرت سوريا في التسعينيات بعد رفع الحظر على سفر اليهود من البلاد. واليوم، يعود نجل الحاخام ليس فقط زائراً، بل مرشحاً سياسياً يسعى لتمثيل سوريا الجديدة داخل قبة البرلمان.

ترشيح حمرا يُعتبر سابقة هى الأولى منذ عقود ويعيد تسليط الضوء على الجالية اليهودية التى كانت ذات يوم حاضرة فى قلب النسيج السورى قبل أن تتآكل تدريجياً بفعل الأحداث السياسية والصـ راعات. ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تحمل طابعًا رمزيًا عميقًا، خصوصاً فى ظل التحولات السياسية الجذرية التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد وصعود حكومة الرئيس أحمد الشرع.

وفي بيان حمل توقيع حملته الانتخابية شدد حمرا على أهمية تعزيز الهوية الوطنية الجامعة وتسريع جهود إعادة الإعمار وحماية التراث الثقافي والدينى لسوريا بكل مكوناته. كما دعا إلى صياغة عقد اجتماعى جديد يرتكز على العدالة والحرية والمساواة، ويشمل جميع أبناء سوريا دون استثناء.

خلال إحدى زياراته الأخيرة لدمشق وثّق مقطع مصوَّر لحظة نفخ هنري حمرا لـ الشوفار – أداة النفخ الطقسية في الأعياد اليهودية – داخل كنيس الفرنج العريق في قلب العاصمة، وذلك لأول مرة منذ 29 عامًا، بالتزامن مع احتفالات رأس السنة العبرية ويوم الغفران. هذا المشهد الذى وُصف بـ التاريخى تداوله ناشطون بكثافة على منصات التواصل.

وقال حمرا فى تصريح صحفي حينها: نحتاج إلى دعم الدولة لحماية تراثنا، تماماً كما نعمل على ترميم كل مكونات الهوية السورية. وأكد أن زيارته هدفت إلى إحياء الذاكرة اليهودية السورية وتفقد المواقع التي تضررت بفعل الحـ رب، وعلى رأسها المعابد والمقابر اليهودية.

وفى سياق متصل قالت اللجنة الانتخابية السورية فى بيان رسمي إن الانتخابات المقبلة تهدف إلى تمثيل كل مكونات المجتمع السورى مشيرة إلى أن ترشح هنري حمرا يأتى ضمن توجه شامل لدمج التيارات التي طالما كانت مغيّبة عن المشهد السياسي.

ورغم أن الجالية اليهودية فى سوريا تكاد تكون منعدمة من الناحية الديموغرافية إلا أن ترشح حمرا يُنظر إليه كمبادرة رمزية لإعادة ربط سوريا بتاريخها المتعدد ولإثبات أن البلاد فى طور كتابة صفحة جديدة بحسب تعبير أحد المحللين.

لا تزال فرص حمرا فى الفوز غير واضحة فى ظل الواقع الانتخابي السورى المعقد إلا أن حملته تركّز على دعم الجاليات السورية فى الخارج، والربط بينها وبين الداخل السورى بالإضافة إلى ملف إعادة إعمار المواقع التراثية، بما فيها المواقع اليهودية بدعم من الحكومة الجديدة.

ويختم حمرا حديثه قائلاً: أنا لا أترشح كيهودى فقط بل كسورى. أحمل هويتى الدينية بكل فخر لكنني مؤمن أن ما يجمعنا كسوريين أكبر من أي طائفة أو مذهب. سوريا تتغير، وأنا جزء من هذا التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock