الفصل الخامس: أصداء في العتمة
كان الصمت أثقل من أي شيء آخر.
« لينا » جثت بجانب جسد نادية، يداها لا تزالان ترتجفان من فعلة الخنق، الدم على الأرض بدأ يجف، يُشكل خطوطًا غريبة كخريطة لمكان مجهول.
“كان عليّ فعل ذلك…” همست لنفسها، لكن صوتها بدا غريبًا حتى على أذنيها.
في الزاوية، «إلياس» جلس منكمشًا كطفل ضائع عيناه الزائغتان تحدقان في الفراغ، وكأنه يرى شيئًا لا يراه الآخرون.
“إلياس…” نادته لينا بحذر.
رفع رأسه ببطء “هل سمعتها أيضًا؟” سأل بصوت أجش.
“سمعت ماذا؟”
“الضحكة… كانت تضحك بينما كنت أقتلها.”
لينا شعرت ببرودة تسري في عروقها، “إلياس، لم تقتل أحدًا أنا من فعلت ذلك.”
هز رأسه ببطء “لا… أنا متأكد كنت هناك شعرت بعظامها تنكسر بين يدي.”
الانقسام
بقية الناجين تجمعوا في غرفة المحركات خمسة فقط بقي منهم الآن.
“هذا كله بسببك!” صرخ كراولوس وهو يشير بإصبعه المرتعش نحو إلياس “أنت من فتحت تلك العينة المحظورة! أنت من جلبهم إلينا!”
« إلياس» يحدق في يديه المتسختين بالدماء التي لم يكن متأكدًا إن كانت له أم لشخص آخر.
«لينا» وقفت بينهم “كفى! هذا ما يريده منا… أن نتشكك في بعضنا!”
لكن النظرات في العيون كانت واضحة، الخوف تحول إلى اتهام.. والاتهام سيتحول قريبًا إلى عنف.
الرؤىٰ
عندما أغلق إلياس عينيه لبرهة، رأى المحطة بشكل مختلف.
الجدران كانت تتنفس
الأسلاك كانت أوردة،
والنوافذ كانت عيونًا تراقبهم بفضول قاتل.
“نحن داخل جسدها…” همس
ثم سمع الهمسة مرة أخرى:
“لماذا تقاوم؟ سنحررك من كل هذا الألم…”
فتح عينيه فجأة ليجد نفسه واقفًا أمام مرآة السلامة.. انعكاسه ابتسم له، ثم رفع يدًا لم يرفعها هو.
الاختيار
في غرفة العزل، وجد إلياس الحقنة الأخيرة من المورفين.
نظر إليها طويلًا، ثم إلى مسدس البلازما على الطاولة.
الهمسة كانت أقرب الآن:
“تعال إلينا… سنمحو كل الذكريات المؤلمة…”
يداه ارتختا للحظة.
لكن شيئًا واحدًا جعله يتراجع… «صورة لينا» وهي تحاول إنقاذ نادية حتى اللحظة الأخيرة.
ألقى بالحقنة أرضًا وسحقها بحذائه.
“لا… سأقاتل حتى النهاية.”
نهاية الفصل الخامس
يتبع …….
زر الذهاب إلى الأعلى